يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي
ذات مساء مثله, ذات مساء
و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
و أنني أقيم في العراء
لا أستطيع أن أنكر أني أحيانا احصل علي السعادة ..
إلا أنها سرعان ما تبتر بشكل قاسي وبشدة .. وأعود أجد نفسي حائرة .. أكان خيرا لي ألا اسعد فأشعر بمذاق الراحة ؟.. وبعدها يأتي الحزن والخوف والتيه فأتعذب مجددا ً
أكان خيرا أن ابقي في الحزن اعتاده ويعتادني فلا استغربه ولا يؤلمني ..!
أنا خائفة ..
أقولها لأول مرة لذاتي وعلناً
أريد أن اصرخ وابكي وارقص .. لكني اشعر أني بشكل ما قعيدة .. حبيسة أحلامي الغريبة المخيفة .
وذلك الوجه الذي يطاردني في صحوي ومنامي .. والاسم .. والكيان الذي ما شعرت كيان اشد منه حياة مثل كيانه ..
يخيل إلي أني صنعت منه أسطورة وهو وهم برأسي .. وبأني كالمندوه تجاه نداهة من نوع خارق لا قبل لي بها لأني أنا من صنعتها ..
وحدها تعرف كل نقاط ضعفي .. أما أنا فألقي بكل ما يضعفها في جُب عميق وأغلق عليها آلف مزلاج والقي بالمفتاح في بابل ..
هل وجد أحدكم بابل ..؟
أحيانا اشعر أن كل القصص التعيسة أنا وان كل الأغاني الحزينة أنا وان كل الفراشات التي احترقت .. أنا .
كل طائر سنونو مات .. كل زهرة ذبلت .. كل قبر أغلق علي جسد صبي حالم .. كل عقل منهك .. كل دمعة ذرفت ..
كل ,, كل .. كل !
كل هذا أنا ..
تقول لي صديقتي الصغيرة البارحة أن حياتي جديرة بأن تكون رواية .. رواية رائعة .. وأنها ستكتبها
حدثتها عن آنا كارنينا وكيف أنها باعت كل شيء لأجل الحب وماتت علي قضبان قطار يحمل بين جوانبه مئات الأفكار والأحلام لبشر لا يدرون من دُهس أسفل موضع أحلامهم ..
حدثتها عن ديستوفسكي .. عن مأساته .. عن ايفانجلين نجمة الأمنيات ..
حدثتها وهي تصغي .. تصغي لي بكل صدق ..
حدثتها عن الاسم .. عن الخوف .. عن سوزان عليوان .. وعن الغضب .. القهر والوحدة ..
فلم تمل ..
لم ترفضني ..
كتبنا سويا أمنيات لمكان أظن أني لي فيه ذكريات
أخذتني بين جدران المدينة العجوز ... وفي كل خطوة كنت اشعر أن شيئا مألوف يحدث .. هناك وجود لك .. أنت لست وهم .. أنت موجود ..
أكان تشابها واختلط علي الأمر ؟ .. إذا كنت وهم أنا اصطنعته لأبرر به مرار أيامي ..فأرحل يكفيني ما أنا فيه ..
أما إذا كنت واقع فأخبرني ماذا جنيت أنا لأستحق مطاردتك لي بهذا الشكل في أركان عقلي النخرة ؟
إلا تدري أننا يجب أن ننسي كأن شيئا لن يكن .. علي حد كلمات صديقتي ..
وبأن كل منا يهوذا علي طريقته ..
قد أكون بعت المسيح لأجل ثلاثين من الفضة .
هل أنت المسيح ..؟
أما أنا فقط يهوذا بلا مسيح .
كم هو عذب ورقراق ان تصيغي عذاباتك بكل تلك العزوبه وكم هو جميل ان اشعر بكي تهمسي في اذني..وكم هي جميله روحك....!وكم...وكم.....وكم ..الخ...
ردحذفالأجمل هو ردك الرقيق :)
ردحذفشكراً لك :)