01‏/12‏/2015

عزيزتي الجميلة .

صديقتي ..

كيف هي أيامك الصغيرة ؟ والناس حولنا أشرار جداً يخذلوننا ويتركوننا حطام .

كيف هي لحظاتك ؟ هل تعيين التغير ؟ هل تعيين الغياب ؟


فأنا على الرغم من رومانسيتي الحمقاء أعلم أنكِ لازالتِ صغيرة على أن تعيين .. ويوماً ما سأذهب من ذهنك حتماً .

كنت في زمن غابر شاهدت فيلما عن إمرأة طيبة تبنت طفل لثلاث سنوات حتى وعت أمه الحقيقية أنها تريد طفلها لآن واقعها تحسن وكانت الفاجعة وقضاء المحكمة أن الأم من الدم هي الأحق ..

قيل للأم الثانية أن الصغير سينسي يوما ما كونها كانت أمه . فالطفل ينسي سريعا طالما صغير .!

كنت أعي أن هذه أكذوبة فأنا لم أنسي أبداً أشياء كثيرة مفجعة موجعة . إن سبب تعاستنا هي ذكرياتنا يا جميلة . الحلو منها والقاسي .


لي سنوات يذهب عني الأحبة سواء لكوني خذلتهم أو خذلوني .

لا ألومهم سوي على أنهم حين الرحيل لم يكلفوا نفسهم عناء العودة مرة أخري . لعلي أستحق فرصة أخري .؟ ومن لا يستحق ؟


عزيزتي جميلة لازالت أذكر فستانك الأصفر حين رأيتك أول مرة . ولازالت أذكر صوتك الصغير وضحكتك ومزاحك معي .

وأعلم أني خذلتك .!

وأعلم أني خذلتك .

إني يا صديقتي الأن أتطلع للسماء متساءلة .. هل تعيد الكرة ؟ هل تعيد الزمن ؟

هل هذا هو الجحيم الجهنمي الذي حدثتنا عنه متوعدا به العصاة ؟

عذاب العودة لذات الوجع وذات الفقد .

أعرف هذا الألم إني أدركه جيداً وأتعجب من روحي لازالت تنزح أسفل كل هذا وتستمر . أحقا نستمر ؟


عزيزتي جميلة ...

كان الجميع يسألني هل سأظل للأبد هناك معك ؟ وكنت أرد أحيانا وأحيانا أصمت ..

البعض يقول أنها قد تكون بداية جديدة لي وعالم جديد علي أن أمر فيه وحدي بغيرك .

لكني كنت حالمة سخيفة أفكر في أن النهايات إذا أخلصنا في بداياتها عساها تكون طيبة .

لكن هذا العالم لا يحب الإخلاص ويملائنا بالحزن والسألم والقسوة . فنقسوا حينا على الأقربون وعلى أنفسنا .

هذا العالم لا يحب الجمال يا صديقتي ولا يحترمه ويمزقنا

سامحيني إن فرقت بيننا أشياء كالكرامة / والحزن/ والاكتئاب .

أعلم أنكِ وحدكِ في الدرب .. وأن يدي لم تعد تمحو عنكِ وأن يديكِ لم تعد تربت على الكتف المنهك لتقول لي : معلش متزعليش أو

don't be sad !


وأنها أيضاً لن تقول لي في طريق العودة " نامي في حضني "

سامحيني يا صغيرة إن قسوت يوماً عليكِ وطلبت منكِ الوقوف كعقاب آخير لكِ حين تتعاملين مع المقعد كطريقة هروب من العمل .!

حين أجبرك على الإصغاء والأهتمام وعدم إنتظار مساعدتي .!

كان قلبي يعرف أن يوما ما لن أكون هنا لأجلك وأني قد أموت وأرحل " وكم من موتي أبناء عم الحياة "!

جاء ذلك اليوم وكنت قد رحلت غاضبة دون أن أضمك وأقول لكِ " شكراً يا صغيرة تحملتي تقلبي وحزني وكنتِ الطفلة التى لن أنجب "

كنت سأكون أم سيئة .

كما أنا صديقة سيئة .

عزيزتي الصديقة الطيبة ..

من يدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .