حتماً لم يخلقنا الله بالأرض كي نشقي ...
لكم أنت رحيم بنا يا الله .. لكننا نحن لا نعرف الرحمة ...
&&&&
زمن الوردة
يُحكى
أنَّ عاشقيْنِ
في زمنٍ قديمٍ
دُفِنا في حفرةٍ واحدة.
لنتخيَّلَ المشهد:
هيكلان عظميَّان
مُمدَّدان جنبًا إلى جنبٍ
كما لو أنَّ الترابَ سريرٌ من عشبٍ
والدودَ الذي ينهشُ اللحمَ الباردَ
فراشاتٌ تنقلُ القبلاتِ في رحيقِها.
هل قُتِلا؟
انتحرا معًا؟
أم أنَّهُما من ضحايا الكوليرا؟
تجاهلَ الرواةُ
عبرَ العصورِ
هذه التفاصيل العابرة
لتسطعَ
في الحكايةِ
وردةٌ حمراء
نبتَتْ
من الترابِ الذي احتضنَ العاشقيْنِ في عناقٍ أخيرٍ
جذورُها عظامُ أصابعِهِما
المتشابكةُ في الموتِ
كما في الحياة.
بعدَ ألفِ عامٍ تقريبًا
من زمنِ الوردة
وفي زاويةٍ صغيرةٍ من جريدة
خبرٌ عن طائرةٍ تحطَّمَتْ
عن علبةٍ سوداء مفقودة
عن غوَّاصٍ من فرقةِ الإغاثة
عثرَ
في أعماقِ البحرِ
على ما يُشبِهُ وردةً حمراء:
يدان متعانقان
انفصلتا عن جسديْهِما
دونَ أن تنفصلَ الواحدةُ عن الأخرى
دونَ أن يفترقَ العاشقان.
&&&
دوماً هناك حزن أكبر من العالم .. أشد سواد من غراب وحيد حزين ..
أشد وحدة من فزاعة مسكينة ....
أشد قسوة من من قلب شيطان ...
أكبر من طلب صفح من مبتهل على باب ربه ..
أكبر من الكون .. الوجود .. الحياة ...
الحزن للأسف لا يٌقاس بالكلمات لا يالأيام .. لا بعدد الأجساد التي نسج العنكبوت شباكه حولها ..
لا بالمقابر ...صبار الوحدة .. لا يحبه أحد ..
&&
أخاف العناكب .وبرغم هذا لا تتركني وشأني أبداً ..
أفتح باب المنزل فأجد أحدهم ينسج حباله نحو فراشة طائرة .. ذبابة سوداء خائفة
أخاف .. أخاف .. أركض أحضر منديل أهشه .. لكن دوماً الفراشة تكون استسلمت .. ماتت !
&&&
نجهز حقائبنا للسفر .. للمرة المليون .. من هنا إلي هناك .. عبر أقطارك يا كون .. ووسط كل هذا وحدة وغربة ..
الكون كله ليس موطن لشريد ..!
&&&
أكتب قصصا حمقاء ..
عن من رحلوا .. عن مريم ..عن إلياس ..
عن الأسماء .. الأسماء اسطورة أصحابها ..
أقول لهم .. لِمَ لا أكتب قصة حلوة حالمة ...
أطالع قصيدة لسوزان لتخبرني .. أنه لا فائدة ..
تأتيني رسالة لتخبرني .. : زمن الطفولة أنتهي ..!
&&&
سئمت .. لازالت انفذ ذات الدور بحذافيره .. لازالت أصغي .. لازالت أبكي لحزن البعض ..
تتغير الوجوه .. ترحل .. لا نجد السلوى في الرحيل .. ولا في البقاء ..
نهرب من الموت إلي القبور ..
&&&