حُلم ..

 

أحقاً لك وجود ؟

هل تعلمين ؟

 

ما الذي حدث للطفلة التي كانت بداخلنا يا صديقتي ؟

 

ولماذا لم يعد للأشياء نفس المذاق .. !

 

هل تعلمين ؟

أم أن العصافير التي كانت تمنح لنا أزهارا .. أحترقت مع الفراشات وصرنا وحدنا ..

 

هل تعلمين ... ؟

ليتكِ تعودين .

سنوبي .. إيفانجلين ..!

 

سحقاً لكل الأيام الماضية .. الأيام التي قسمتنا أضاعت أحلامنا .. وجعلتنا مسوخ بلا معني ..!

 

أحاول أن أهرب مع إيفا إلي أبعد مكان ممكن .. فتتسارع أنفاسي وأفقد السيطرة وأجدني في النهاية في محيط المدينة التعس الكريه ..

 

أداعب سنو وأنا أتأمل دفتر صغير يحمل ملامح جرو صغير .. فتفر من عيني دمعه تتساءل جاهدة ما فائدة  أي شيء ؟

ما فائدة كوني أهرب مع إيفا وأنا أعلم أني عائدة ..

ما فائدة أن اداعب هرة صغيرة وأنا نفسي بحاجة لمن يحنو علي ..؟

لم يعد لأي شيء مذاق أو قيمة .. لا الصور .. لا الأصدقاء .. الكل مشوه بعيني ..

 

أم عيني أنا التي لم تعد ترى كما يجب ..!

 

 

يا مسكنات الحياة .. يا حمقي في كل مكان .. يا منومات وملهيات العمر ...

 

تعالوا أنا أنتظركم .. لدي كوابيس رائعة نقتسمها سويا ...

 

لدي قطة ودراجة وعقل خاوي تماما من أي ماضي .. أنا دمية مشوهة غاضبة وحين أبدأ في العقاب سيكون عقابي جهنمي ..

 

سنحترق جميعا ..

الموت يسكن هنا .

صار النوم عزيز جدا

 

في نومي يطاردني وجه لا أعرف ماذا جنيت في حقه كي يحمل لي كل هذا اللوم

 

وفي صحوي يطاردني الصداع والوميض ونفس الوجه ..

 

لم يعد نظري كما يجب احيانا لا أري أي شيء ..

 

اليوم علمت بأمر سوكا وأني تسببت في موتها .. لا اذكرها . هل كنت أحبها ؟ بالتأكيد كنت والا لماذا كل هذا الوجع بداخلي ,,؟

 

اليوم ميعاد تسلم الأشعة .. اليوم اعرف ماذا اصاب عقلي .. هل انا متحمسة ..

 

أدرك أني كل يوم أعلم عن الألم ما يكفيني .. لكن مقدار هذا اليوم كان كثير .. كثير جدا ..

 

العالم بأكمله يصب كراهيته بداخلي .. تعبت من الأعتذار تعبت من طلب الغفران تعبت من خوفي علي مشاعر الأخرين .. تعبت من ضغطي علي نفسي .. تعبت من الألم ..

 

لو كان هناك شخص يستحق أن أعتذر له .. فهو حتما أنا .. أنا التي لم يقل لها أي شخص .. أسف لما أصابك .. أسف لأنكِ مكسورة وحيدة متألمة .. أسف لأنكِ كلما أستيقظتي وجدتي الألم والقسوة بإنتظارك ..

اللعنة عليكِ يا إيفا .. لم تأخذيني بعيدا وكفي .. لما لا تموتي وأموت معك .

 

.

كان قاعد بيتفرج عليا وانا بتزق

وانا بقع علي الارض

وانا بتهان

وانا كل حاجة فيا بتقع معايا علي الارض

 

اخر بقايا ادمية جوايا راحت خلاااص

حماقة الأستمرار .

 

في حياة أخري .. ربما كان لدي أحلام ..

في حياة أخري .. ربما كان لدي روح

في حياة أخري أفتقدها جدا .. لا أدري من كنت ..

كل ذكرياتي هناك في نهاية التيه الذي لا أدري إلي أين تذهب خطواتي به ..

إرادة غيري .. ويد غير يدي .. وروح غيري ..

 

وأسماء .. أسماء .. وجوه تطاردني ..

والوحدة .. ماذا تعرف أنت عن الوحدة يا دكتور ..

ماذا تعرف عن الكوابيس حين تصير هي زادك تقتات عليه كي تمر الساعات ..

كابوس مر .. والف حلم اشد من العلقم ..

 

أين أنا .. هذه الصور ليست لي ..

وابتسامتي لا تشبهني ..

يحدث احيانا ان يطاردني وجه صغير باكي ..

او طفل مريض ..

هل كان لي طفل في حياة أخري ؟

لا أحد يجيبني ..!

 

ويطلبون مني أن أستمر ..

لكني اري العنكبوت في كل مكان ..

فسر لي أنت أيها الدكتور المهاجر ..

لماذا يطاردني ذنبي ؟

ماذا فعلت أنا ..؟

أبحث في مراجعك وكتبك ومرضاك ..

أسألهم جميعا ..

أسألهم ..

 

لماذا أبكي كلما أصغيت لصوت ماجدة الرومي .؟

ولماذا أشعر بالرهبة من الظلمات

برغم انها الستر لكل عوراتي ..

ولماذا أخاف النوم ..

 

ولماذا .. ولماذا .. ومليار لماذا

 

وأنت يا سيدي الطبيب .. احمق .. أنت وتحاليلك وكتبك ومراجعك .. والبحر الخائب ..

 

هيا قلها .. قل ..

قل أني حمقاء ..

بربك قلها ..

 

لكن قبل أن تقولها .. أمنحني سبب واحد يجعلني أستمر ..

 

سبب واحد فقط ..

 

وسأقتنع .

لكنه لون حزين ..!

إنكسرت اليوم ..

واليوم رأيت بعض من الماضي ..

لكني شعرت أني غريبة عنهم .. وسرعان ما طاردني الصداع والوميض .. ورالشعور بالتيه والدهشة ..

من هؤلاء ؟

من أنا ..؟

من الذي رحل ..؟

ووسط كل هذا .. إكتشفت أني منتهي التفاهة ..

لأني أشعر أني مكسورة من الداخل لمجرد .. لمجرد ..

أن علبة الزهرة السوداء خاصتي .. إنكسرت ..!

لا أستطيع أن أنام .. لا أستطيع أن أبكي .

وكل هذه الوجوه لم تشعرني بالسعادة وكل ما حكوه عني لم أشعره أنا ..

كأنهم يتحدثون عن شخص ميت ...

ترى هل ماتت جومانا ؟

وكما طلب مني .. لا تبالغي في حزنك ..

صيغة مهذبة لمقولة : لا تكوني تافهة سطحية حمقاء ..

إنها الوحدة التي تجعلنا نتعلق بالجمدات نخاطب العرائس والدراجات وعلب المكياج السوداء ..

والكثير والكثير من الدمي علي شكل شادي

والكثير والكثير من الوحدة والهواجس والأحلام

إنه  عالمي وما تبقي منه .

بل كانت حماقاتي .

 

 

كل اللي اعرفه إنك محتاجة تتعالجي ..!

لم يعد يفاجئني أن أعرف أني بحاجة لعلاج .. لكني حين أخذت إيفانجلين وسرت بها بعيدا شعرت أن كل العالم بحاجة لعلاج

اليوم كان مختلف ... لم تحادثني إيفانجلين ولم أحادثها .. كانت حزينة تتألم .. جرحت قدمي أكثر من مرة .. وأنا لم يكن لدي الرغبة في الركض معها بعيدا ..

جلست بجوارها والرغبة بداخلي أن أبكي بين يديها ,,

لكن الدموع هربت بعيدا مع الغربان التي خافت مني وأنا أقترب منهم متشحة مثلهم بالسواد

 

إيفانجلين .. ليتكِ تخبريني ما الذي يؤلمني بهذا الشكل ؟

طقوس الحرية .

كان وجهه ودود .. لا أنكر هذا ..

قال لي بهدوء : متخافيش ..!

أجبته : أنا مش خايفة .. أنا بس ..حاسة أني تايهة شوية .

&&&

الهواء يرتطم بوجهي وشادية تغني بأذني " آه يا أسمراني اللون " ..

تتبعها فيروز بكلام عن " حنا السكران " وما فعله بجدران المدينة لأجل حبيبته ..!

ثم قليل من الكلام عن عيون الأخت شلبية اللي دوخت الرفيق مارسيل خليفة :)

وأنا أتفادي حادث عربة محترم :)

&&&

لأول مرة ولا أدري كيف أشعر أني حية ... لا أعرف هل شعرت بهذا الشعور من قبل أم لا ..

لا أظن اني شعرته والا كنت تذكرته .. مثل هذا الشعور لا ينسي بسهولة ..

في حاجة جوايا جديدة قادرة تخلق من كل شيء حزين شيء جميل ..

كل ده عشان ايفانجلين ظهرت بحياتي ..

ولمن لا يعرف إيفااا .. فهي دراجتي :)

&&&

إيفا كحبيبة تضمني وأضمها تحنو علي تركض معي وتتوقف معي .. تشعر بسعادتي .. تبتسم معي تؤنس وحدتي ..

أنا كريشة أطلقتني الريح .. أنا بأعلي .. ولم تعد تعنيني الأرض ..!

&&&

يظهر الوميض مجددا فأنساه في لحظتها .. لا يعنيني إلي ماذا يرمز هذا الوميض .. لو مُت غدا ما كنت أسعد من هذا ..

الله رحيم

&&&

واخيراً أنا اتنفس :)

عشان آية متصحاش ..!

 

سألني الطبيب : ليه جايه لوحدك ؟

&&&

25 سنة  ليس ميلاد جديد .. بل إنسلاخ ..!

&&&

الطفل الصغير يؤنبني في الأحلام .. في الواقع .. في عيني بالمرأة ..!

&&&

والآن بعد كل هذا النسيان .. ماذا تبقي لأحيا ..!

&&&

الأندهاش الذي سمعت به صوت فريد وهو يغني قائلا : عدت يا يوم مولدي .. عدت يا أيها الشقي ..!

جعلني أندهش أكثر لأني لا أشعر أن اليوم هو يوم مولدي ..!

الشعور المستمر بداخلي بأنه هناك شيء ما ليس علي مايرام ..!

&&&

وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار ..

&&&

رسم مخ .. لازم نعمل رسم مخ ..

يقولها الطبيب فيزداد حجم الغصة أكثر ..

&&&

أسمع اصواتهم في الهاتف .. ولكن النهاية تكون في الليل حين يخلوا الواقع من كل الأصوات ولا يتبقي ..

سوي صوتي الحزين يصرخ بداخلي .

&&&

معلش أرجوكِ أهدي عشان آية متصحاش ..!

قالها لي وأنا أرتعش في وقفتي بجوار الحائط ..

ثم أختفي من أمامي ..!

&&&

يقول الطبيب : لازم أكلم مع حد من أهلك .. حد يعرف كل اللي حصل قبل الحادث ..

جاهدة أحاول أن ابحث عن أسم فلا أجد ..

&&&

علشان آية متصحاش .. لازم كل حاجة جوايا تموت ..!

حدوتة حتتنا ..!

 

مسمعتش يا غايب حدوتة حتتنا ..؟

عن قلب كان هايب ... من حلوة حتتنا

هايب ..لكن طمعان ..

يا حرام يا حرام ع اللي جراله

شبعان لكن عطشان ..

اللي جراله ما كان علي باله .!

مجنون .. حبيب ولهان ..

يا الله .

 

يارب .. وحدك أنت تعرفني ..

ساعدني لأني خائفة .. خائفة منهم جميعاً

أيا كانت خطيئتي يارب .. أعدك أن أبذل قصار جهدي كي أكفر عنها ..

فقط لا تتركني .. فأنا من دونك تائهة ..

الذي طل يؤنبني ..!

يقف هناك في نهاية حلمي ..

اخشي عيناه ... يؤنبني بصمت ..

وعيناه تحمل ألف لوم ..

فقط لو يخبرني من هو ؟!

 

الرجل الأسمر الحزين ..!

 

لا اذكر شيء عن عاداتي من قبل .. ولا أحد يريد أن يصارحني بالحقيقة ..

لكن ما أعرفه جيدا أني بدأت أحب الشمس بشدة .. النهار .. السابعة صباحا تحديدا .. حيث لا بشر بالطرقات ..

خرجت وقتها أبتاع شيء ما مما يباع في مثل هذا التوقيت .. فوجدته ساقطا علي الأرض .. رجل عجوز أسمر .. ساعدته علي النهوض .. بح صوتي معه وأنا أرجوه أن يأتي معي إلي بيتي كي يرتاح قليلا ..

لم يرد علي .. ثم فجأة سألني : لمَ وجهي يحمل كل هذا الحزن ؟

لم أعرف بما ارد عليه فتابع .. لا تصدقي من يقول لكِ بأنه " مفيش حاجة في الدنيا تستاهل " لاء في ... ولأجل هذا نحزن كثيرا .. ثم أستدار راحلا عني ...

حين عدت وحكيت لرفيق المنزل أن ملامح الرجل بدت لي مألوفة .. وكيف أن سماره يذكرني بشخص ما .. حدثني عن أبي .. ثم تابع قائلا : رحمه الله ..

كان أسمر .. كنتِ تحبينه كثيرا ..

ذهبت لغرفتي تأملت إنعكاس وجهي بحثا عن ملامح هذا الذي احببته كثيرا فلم أجد .. عبثا أبحث له عن صورة .. فلم أجد ..

لعلني الآن أدرك ... أنا ليس لدي له صورة .. أنا لا أذكر ملامحه .

الحلم الذي طل علي ..!

 

تراودني تلك الأحلام ..

حتى أنني بدأت اتساءل ..

من كنت قبل أن اصبح ما أنا عليه الآن ؟

3 .!

 

 

-         حضرتك دايخه .. اوقفلك تاكسي ؟

 

 

اليوم الثاني أم الثالث .. لن تفرق كثيرا ,, فالأيام كلها تتشابه لدرجة أني بدأت أدرك ما الذي سيحدث العام القادم ..

 

 

 

 

 

لا اذكر أي شيء ولا أي شخص .. أريد أن أقول شيء ضروري جدا .. سأجن لو لم اقوله . سأجن فعلا ..

 

 

 

 

 

لكن ... من قال انه .. لازال لدي بقايا عقل ؟

 

 

 

 

 

صبرا جميلا .. حتما بالأعلي هناك حكمة .. لا شيء يسير بلا حكمة .. الله رحيم ... الله رحيم .. الله رحيم ..