كنت مريضة جداً حين جئت لهذا العالم .
كان يسبق مجيئ جسدي سنوات من الإقناع من قبل عقلي كي آتي .!
كنت أعلم أن حضوري لهذا العالم لن يضيف سوي الآرق .
كنت خائفة أن أواجه الله بالسؤال .. هل تحبنا ؟
لذلك بقيت برحم أمي حتى بعد مجيئي .. جزء مني تبقي بداخلها للأبد .
وجئت لهذا العالم ناقصة .!
***
طوال الوقت كنت أحاول أن أكتمل فأرسم نفسي دوما بالرصاص . الأقلام لم تمحي النقصان .
بل جعلتني باهتة اشبه الحياة من بعيد فقط ..
وكلما حاولت الإكتمال ينقص شيء . فتوقفت .
***
عِشت ما تبقي في زهق . أميل للناقصين وأحبهم . وأتطلع للسماء بعين لا تفهم وقلب مفتور ..
الله هل يحبنا ؟
***
الله يحبنا ... كذا قال لي أبي ولم أصدقه فإن كان الله يحبنا لِمَ يبتلينا بالحزن ؟ لِمَ لا يجدد ذكرياتنا عند كل عثرة فننسي ونبتهج ؟
الله لا يحبنا يا أبي أنظر حولك .. ألا ترى كم الحزن في العالم ؟
لكن أبي في قبره لم يجيب .!
***
اقنعت نفسي أن الله اخذ تذكرته ليسأل الله ويعود مجاوبا عن سؤالي .. لذلك لم أحزن لموته .. فقط أنتظر الإجابة .!
***
سرت في الطرقات اشكو للناس أبي الذي اعجبته اقامته مع الله ونساني . قررت أن أعود لبطن أمي لا أريد أن أكون هنا الآن ..
قصصت من أطرافي ما زاد عن المساحة المتاحة بداخلها ..وذهبت لها , لكن أمي رفضت أن تعيدني وفشلت كل محاولاتي لإقناعها أني بخير وأني فقط غاضبة قليلا واريد أن ارتاح من الحياة .
حين شججت بطنها طولا وجلست داخلها لم يبد عليها الغضب . كانت شاردة فقط .!