16‏/10‏/2008

أوجاع الزمن الآتي .. ! قصيدة لمحمد فوزي ..

 


826ant


 


...............................................


الرسمة بريشة العزيزة رانيا  فنجال قهوة


كيف حالكم  


معي اليوم .. كلمات ليست كأي كلمات .. ليست لي طبعا .. بل لصديق عزيزا علي .. محمد فوزي شاعرا جميل .. قرر فجأة انه سيكف عن الكتابة .. لأنه ليس لديه ما يقدمه .. ! .. تناقشت معه كثيرا في هذا الأمر .. إلا انه صلب الرأس ..!


في الواقع لا أريد أن أثرثر كثيرا .. سأترككم مع القصيدة الأكثر من رائعة .. والتي كان لي حظ اختيار اسمها .. لأن محمد لم يطلق عليها اسماً فا معلش بقي يا محمد لو كان الاسم ليس رائعا كما لو اخترته أنت


تحياتي


*************


إهداء:


الى كل مدينة غزوتها وفتحت أسوارها عنوة


الى كل حصن سلبته خيراته وتركته عاريا


الى ألوف التجارب


الي (د) ...حتى ترضى


والى (ج) ...علها تغفر


والى (ف) رغم أنها لا تستحق !


******************* 


 


فلنتفق الآنْ


لا شوقًا


لا لهفًا


وعتابًا


فلنتفق الآنْ


أنَّا ما عدنا أحبابا


فلنتفق الآنْ


سأقص عليك الوجع القادم


حرفًا حرفًا


وجعًا وجعًا


حزنا غلابًا


 


انتهت القصةُ يا أسطورة عمري


فتر الوحى المنزلُ في غار عيوني


كنتُ نبيًا كذابًا


كانت جناتي نارا وعذابا


الآن سأعلن أني كذاب جدا


مهزوم جدا


قلبا , أشعارا, أعصابا


مري كالطيف الزائر فوق جبيني


صبي اللعناتِ علىَّ طويلا جدا


معذرة يا آخرَ ما أملك في دنياي المكذوبة


لو جئت إلىَّ على كتفيك  لهيب العمر


فجئتكِ بردًا..


 غيما وسحابا


 


 


معذرةً


أقسم أني أعتذرُ


كنت جموحا جدا


أفاقا جدا


ما ان يبلغ مد حنيني شطآن الواقع حتى ينحسرُ


لم أدرك ما الخطرُ


كنت أقامرُ فيك عليكِ


وخسرت رهاني


وزعمت بأني أنتصرُ


 


فلننقسم الآن الى نصفينْ


وليتضاعف فينا الوجع الى ضعفينْ


نَحْنُ نَحِنُّ  حنين الدمعِ الى أنسجة العينْ


نحن نموتْ


صوفىُّ يذوي ..لم يبلغ عتباتِ الملكوتْ


نحن نقاتل ضد الوهنِ وضد والخوفِ


نتقاسم أنخاب الجرحِ


نتلاشى في طرقات الظلمةِ منسيين


كل الطرق تحاصرنا , لا أدرى أين سنذهبُ.. لا أدري


لا أدري من أينْ


 


فلنتفق الآن على خطواتِ الزمن القادم يا أوجاعي العذبةْ


سنرص الأوجاع كما الشطرنج


سيهزمنا شئ ما


وسنخسر نحن اللعبةْ


الأبيض لون طفولتنا


الأسود هو نفس طفولتنا


لما ألقينا فيه أخطاء عواطفنا


يختلط الأبيض بالأسود باللحظات الحلوة بالأيام الصعبةْ


سأمد اليك خطوط الوهن بعيدا جدا


حزنٌ صوفىُّ


من بيت المقدسِ


حتى أستار الكعبةْ


 


فلنتفق الآن على أوجاع الزمن الآتي


سأنكس راياتي


إني مهزوم جدا


لا أملك الا أبياتي


كذبا كانت غزواتي


دجلا كانت آياتي


تحريفا كانت كلماتي


زيفا كانت صلواتي


رجل يرتحل طوال العمر يجر قوافل ريح الصحراء  بلا هدفٍ


هذي مأساتي


 


 


وستبقي ذكراك بأقصى ركن في ذاكرتي نبتا أصفرْ


وسيبقى دوما ذاك الولدُ الأسمرْ


لما قَدِمَ إليكِ


يحملُ آمالا أطولَ من قامته..فتعثرْ


 


سيدب الشيب بأشعاري


وسأذكر ما كان الأمسْ


عن أصعب حدث في ذاكرتي


وبقايا في قاع الكأسْ


سأقولُ: أَمَرَّ العمرُ بلا أيامٍ


سأرد على نفسي : لا بأسْ


سأكون وحيدا جدا


سأحن اليك طويلا جدا


وسأكتب آخر أبياتي


لكن القلب ينازع آخر أنفاسي


في يأسْ


محمد فوزي

06‏/10‏/2008

في الهرب بعيدا ..!

122330


..................................................


.................................


في يوم .. في شهر .. في سنه ..


 تهدي الجراح وتنام .. وعمر جرحي أنا أطول من الأيام ..!


 


لا أعرف كيف قررت هذا القرار العجيب .. وتقريبا لم أفيق سوي وأنا في القطار وهو يتحرك مغادر الإسكندرية ..!


 


وتساءلت من داخلي : هل سأفعل هذا كل مرة .؟


 


حين أتألم بقدر لا يحتمل . أترك كل شيء وأرحل .؟


 


ضحكت في سخرية وأنا اخشي أن يأتي اليوم الذي لا أجد محافظة متاحة لم تعد تحوي ذكري لحزني ..


 


تري متي سأصل إلي حلايب وشلاتين ؟


 


حين قررت البارحة السفر وترك مدينتي التعيسة التي صرت اكرهها كراهية التحريم .. أكرهها كما اكره .. كما .. !


 


تركتها وذهبت إليهم .. حيث ذكري رقيقة جميلة


  


ولا أدري ما الذي جعل الفكرة ( تطق ) في دماغي حقا ..! وأنا التي تعمل ليل نهار وليس لديها سوي سويعات بسيطة تقضيها في الصمت والاستعداد


 


إلا أنني بكل بساطة ضربت بكل هذا عرض الحائط .. تاركة عملي الصباحي والمسائي يعلم الله وحده إذا كنت سألحق به أم لا ..


 


وركبت القطار وأنا أخفي وجهي خلف ذلك المنظار الأسود ..


 


برغم كل ما اشعر به من صدمة كنت أتوقعها وبهذه السرعة وأكثر .. إلا أنني كنت امزح وابتسم ..


 


وحين قضيت معه تلك السويعات البسيطة كدت أن اشعر أن هذا العالم الكبير ليس بهذا السوء ..!


 


ادري أني حين ذهبت إلي هناك تحديدا .. ذهبت لأني لا أريد أن اسمع كلمة ما بكِ ؟


ماذا حدث ؟


كل هذا الأسئلة تثير غضبي .. لأني لا اعرف إجابة مناسبة فأرد الرد المثير لكل من يسمعه ( مفيش حاجة ) مصاحب له ابتسامة باردة ..


 


إلا انه لم يسألني ماذا بي ؟ وماذا حدث ؟


 


وحين حكيت له عناوين حاولت جاهدة أن تبدو  قلب الألم ..


 


قال لي : جومانا أنا معكِ ..


لم اخبره أني أتوتر  من هذه المقولة بشدة .. واني لي باع من الفوبيا معها ..وأن أي ممن قال لي أنا معكِ .. أو قلت له إني معك .. لم يبقي .. أو أبقي ..!


 


إلا أنني برغم كل شيء كنت سعيدة بشدة ..!


 


حين عدت إلي الإسكندرية .. شعرت أنها ليست بهذا السوء .. !


 


نظرت حولي بميدان محطة مصر .. فوجدت تكدس غير طبيعي من العربات المتجه إلي منزلي فضربت كفا بكف ..!


 


وتساءلت أين كانت هذه العربات من أسبوع أو اثنان ..؟


 


تري ماذا تريد أن تقول لي الحياة .. وأي درس فشلت في تعلمه حتى الآن لأعاني كل هذا الألم .. ممن ظننت أنهم أقرب الناس لي ؟


 


ركبت تلك الحافلة .. وارتفع صوت عبد الحليم ..


 


( يا حبيبي .. شايفك .. وليل الفراق ع البعد فارد جناحه .. علي جريح مشتاق يعرف نهاية جراحه ! )


 ليس لي حبيب .. لكني أتمني أن اعرف نهاية الجراح تلك ..!