08‏/02‏/2015

ياصاحبي .. ربت على الرأس .

اللوحة من رسم سوزان عليون بعنوان " كل دا كان ليه ؟
لا أعرف .. لم أسلك هذا الطريق من قبل ..

أو ربما لكثرة التعمق فيه بت لا أعرف ..

لا شيء في هذا العالم يشبه خيبة الأمل الكبيرة إلا تكرارها .!

وكأن العالم يدور في نفس الدائرة الضيقة التى لا مخرج منها .. وأنت تدور وتدور حتى تسقط وتسقط ويصيبك الغثيان والخيبة والقهر والحزن ..

وتطالع وجه يقرب لوجهك .. وتسأل وجهك " ليه ؟"

لا يرد .!

وتربت على خدك دمعة ..!

***

تحرقكك عيناك وقلبك .. "حرقة القلب "  لا تفرق كثيراً عن حرق الجسد لولا أن هذه الآخيرة تخبر العالم بوجعك أما حرقة القلب من تخبر ؟

لا أحد ...!


أربع سنوات وأنا أعيد نفس الكرة .. كنت أظن يا صاحبي الطيب أن العالم توقف عن إعادة نفسه بنفس الشجن والتعذيب لمن يظل طفل بداخله وإن بدا عجوز .. كنت أظنها لتترفق تلك الحياة وتكون حنونه قليلا على أعيننا ..

كنت أظنها لتتركني وشأني وتدعني , كنت أتوقع منها أن تهمشني من جدول حضور التعساء وتمحو أسمي .. فأنا فتاة جيدة داومت على الحضور يوميا في نفس الموعد وتحملت الخيبات كلها جميعها بلا كلل أو ملل ..

كنت أظنها ..


لكن يا صاحبي ما من يد لتربت على الرأس المنهك ..

هذا الصباح .. مثلا . افتقدت شعري .! تخيل ؟ اربع سنوات من الجز له .. اليوم افتقدته .. وتساءلت من فعل هذا بي ؟

أين ذهب .؟ كان بجواري هنا يغفو معي على وسادتي يؤنس وجهي ويداعب عيني ويحن ويربت ..

أين ذهب ؟

لا أحد يخبرني ..!


****

وجدت وجهي المذعور ينظر للجدار ويتساءل لِمَ كل لوحات سوزان بعيون مغمضة ؟ من يأتي ليوقظ هؤلاء الصغار ؟

وعن ماذا يغلقون كل أعينهم .. عن حزني ؟

عن حزن الكون ؟

هل يكمن الحزن في الرؤية أم في السمع ؟

أم في اللمس ..؟

سأقف على ناصية السماء وأوزع كل حواسي للعابرين لعل الحزن يذهب معهم ..!

****
 لوحة واحدة على الجدار كانت تنظر لي بعينان تشبه عيني .. يجتمع فيها ملايين الوجوه وكل العابرون ..

العابرون سريعا كانوا بنفس قسوة من ظلوا ..

تساوي الحزن وأندلق من روحي فأغرق البيت وفقدت قدرتي على التنفس فاستسلمت ..!
***

يا صاحبي .. هلأ ربت على رأسي ؟ إنها تكاد تسقط مني أرجوك إسندها لأجلي .!