كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي
أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي
لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا
غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد
هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه
قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ
احببت أن أبدأ كلامي بهذه الأبيات للشاعر فاروق جويدة
وأتساءل نفس سؤاله أين وجه بلادي ؟
000
حينما كنا صغار كنا نسمع الاناشيد ونرددها علي مسامع اباءنا بفخر طفولي محبب
ويصيح الأب ( شاطر يا حبيبي عايز تتطلع ايه لما تكبر )
فيجيب الطفل في فخر طفولي وبدون أي تردد ( ظابط يا بابا )
جميل كل هذا قمة الجمال
لكني سأحب أن أتلو بعض الحقائق البسيطة لكل طفل تسول له نفسه أن ينطقها ..
ظابط يا بابا ..
حسناً كل ما سأقول حتى الآن أعتقد أنه حلم كابوس مزعج لا يصدق بأي حال من الأحوال وإن كنت أعود وأقول لنفسي هذه هي
هذه هي الحقيقة وأنتِ تدركينها أكثر من أي شخصاً أخر ..
مصر المحروسة لم تعد محروسة بل متعوسه منهوبه
وذلك الضابط الذي كان حلم اطفالنا صار رعب اباءنا ..
فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي
تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ
لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا
حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي
لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ
وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ
وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا
بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ
أن تكون سائراً في طريقك ظناً منك أنك بأمان والشمس تميل إلي الرحيل تودع المدينة المرهقة النعاسه
كل هذا أمر أعتيادي وليس غريب
000
أن تحبها وتحلم برؤيتها وتسير تعانق يديك يديها في حب بريء نقي
وأحلامكم المشتركة في غد سعيد
أمر عادي وليس غريب
000
لكن الغير اعتيادي أن تجد نفسك تساق كالخراف إلي المذبح بتهم ملفقة وملف جاهز بأنتظارك يحتوي بكل ما لذ وطاب من قطع الحشيش واوراق الاداب ..
أن تغتصب فتاة من قبل المخبرين وتفقأ عينيها كي لا تتعرف عليهم ..
أن يتهجم ضابط علي فتاة بمنزل ما ويجبرها علي نزع ملابسها ويبدأ في سبها بأقذع السباب غير عابيء بدموعها المتوسلة له كي يتركها بملابسها ..
أن تبيت ليلتك بالحجز دون جريرة منك سوي أنك شخص عادي يعود من عمله سائراً بجوار الحائط
لكن من الواضح أن الحائط ضج بنا وانهار فوق رؤسنا جميعاً ..
سقط علي أحلامنا وأنفسنا !!!
والآن هل لازال لدي كل طفل الرغبة في أن يصير ضابطاً ؟ الا لو كان لا سمح الله طفل سادي يعشق التعذيب
الواقع المرير الذي نحياه يفرض تساؤل
الي اي مدي وصلنا من السلبية ؟
وغداً ماذا سيسلبون ؟
حقاً هذه بلاد لم تعد كبلادي
وعاراً علي أن آتي لها بأبنائي ..!