..........................
....................................................
..........................................................
.............................................................
.................................................................
...........................
كلنا في الفترة الأخيرة نعاني من شيء ما .. نفتقد شيء ما .. جديا لا ندري كنهه هيئته معناه
الإنسان في حد ذاته يبحث عن ما يؤلمه ويشقيه ويتعبه فإن لم يجد تألم أكثر لأنه لم يجد المنغص المناسب ..
أنا والشهادة لله كنت من هذا النوع ..
الذي يبحث عن ما يؤرقه بثقب إبرة وبصبر لو كنت واظبت عليه لكنت من الأوائل علي العالم في كل شيء
وهذا ليس معناه أني تخلصت من هذا الأمر للأبد بل علي العكس لازال هناك بقايا باقية هنا في مكان ما بداخلي .. لم أتخلص منها .. أذكر أن أحد أصدقائي قال لي ذات مرة أن إرادة النكد لدي عالية جدا وتندر أمامي بنكته شهيرة وهي عن زوجة بتنكد علي جوزها كل يوم فا الراجل الله يكون في عونه طق وطلع من هدومه .. فا راح قالها
إيه رأيك يا حبيبتي لو نخلي النكد يوم واحد في الأسبوع وأكيد قدم رشوة ما لأنه الست وافقت واتفقوا علي يوم الخميس .. .. رجع صاحبنا المأسوف علي عمره يوم الأربعاء لقي زوجته المصونة متحزمة وبترقص فالراجل قال إيه يا وليه اتهبلتي في إيه وفي وسط رقصها فشر الأخت هيفاء وهبي قالتله بكرا النكد بكرا
طبعا النكتة دي معروفة جدا أنا بس سردتها كنوع من وضعكم في الحالة
علي مدار حياتي بقه وحياة ناس كتير .. كان النكد شيء أساسي ..
والدتي مثلا تعشق النكد أي والله .. ذات مرة كنت عائدة من عملي بعد يوم مرهق من العمل الميداني تبعه الذهاب إلي مجمع الكليات للسؤال عن أوراق الجامعة المفتوحة يعني بمعني اصح مش شايفه قدامي
دخلت لقيت ماما فاتحه الباب وبتزعق وبتتعارك ..!
جريت علي السلم وصحت إيه في إيه البيت وقع . في إيه يا ماما
ردت جارتنا المصون أم تامر وهي تحاول منذٌ قرون إثبات مقولة تكلم كي أراك فهي لذلك لا تكف عن الصراخ والعويل وفي النهاية يتضح أنها كانت بتحاسب ماما علي تمن الخضار !!!
المهم ردت ام تامر قائلة مفيش يا بنتي مامتك بس بتعلم حسنه أزاي تكنس السلم ..!!!!!!!!
وحسنه دي جارتنا التالته ..
طبعا أنا سكت كي لا أصاب بالفالج .. وبعدها بساعة كنت نايمة صحيت علي صوت بكاء نطيت من فوق سريري .. جري لحد عندها وقلبي كان هايقف
ماما مالك
لقتها بتتفرج علي مسلسل عربي وبتعيط !!
اعتقد إني يومها فقدت سيطرتي علي أعصابي وصرخت وسألتها بتعيطي ليه ؟
ردت من وسط عياطها أصل البطلة عيانه أو هاتموت حاجة كده يعني ..
طب ياستي ما دام المسلسل كئيب وبيعيطك بتتفرجي عليه ليه ؟!!
نظرت لي باستغراب كأني قلت العيب وقالت .. الله يعني متفرجش ..!!!
لا أتفرجي واصرعيني!!! ..
ده طبعا غير العديد من الموافق مع والدتي .. واذكر موقف أخر وأنا صغيرة مع جدتي شفاها الله من حوالي عشر سنوات كان وقتها يذاع مسلسل يوميات ونيس وكنت احدث جدتي انه مسلسل جيد عشان تتكرم وتشغلي التلفزيون وكان ردها علي غريب لدرجة أني لم تخرج قريحتي قط برد مناسب إذا قالت لي
- اخيييه مش يوميات ونيس ده بتاع محمد صبحي
- ايوة يا تيته ..
- ده مسلسل كله ضحك مش بيجيب الواقع بتاعنا مفيهوش مأسي .. شوفلنا حاجة تانيه نشوفها !!!
وحتى بعد دراستي علم النفس ومعرفتي أن الرغبة في الشعور بالاحباط والاكتئاب فيه نوع من العزاء والرثاء للنفس .. أو كما يقولون بتنفس علي روحك بشكل سلبي .. أو أيا كان الشكل ..
وإحساس الإنسان انه بالبكاء يتطهر نفسيا وذاتيا فهكذا تعودنا في الصغر .. حين كان يقال لنا وأنت حزين
عيط عشان ترتاح ..!
والغريب انك بالفعل تشعر براحة مؤقتة لأنك نسبيا ترهق نفسك في إخراج الدموع فتنسي قليلا أمر حزنك .. أو علي العكس يشعرك الأمر بأنك مظلوم فيثير فيك الروح الاستشهادية فتشعر انك يا عيني مظلوم ..
لكن هذا وللأسف مبدأ خاطئ تماماً
فإرادة النكد والعكننه والبكاء لا تريح الإنسان ولا تخرج كبته .. بل علي العكس .. تشعره بطاقة سلبية وبالرغبة في الخناق دون سبب أو داع .!
أي إنسان لدية طاقة كبيرة .. إن لم يخرجها ستشكل عائق علي روحة . ونظراً لأننا شعب مكبوت بطبيعة الحال فنحن نلجأ لإخراجها بشكل مستفز .. وهو العكننه والنكد والخناق ..
والعكننه كالنار في الهشيم ينتشر بسرعة فأنت حين تجد وجه مكتئب ينطلق إليك الأمر وتجد نفسك لا إراديا اكتأبت دون سبب واضح
ويحضرني موقف لازالت كلما أتذكره ابتسم .
كنت أثناء ذلك بأسفل في المركز التكنولوجي وأحد الموظفين المشهورين بأنه بيعارك دبان وشه جاء له احد الاشخاص ووقف أمام شباك العملاء .. وظل منتظر اخينا هذا حتى ينتهي من حوار ساخن مع زميله فكان من الرجل بعد أن سأم كل هذا الانتظار والطابور خلفه بدأ يتزايد أن قال للموظف
- يا استاذ خلصنا ..
فقال الموظف وبلهجة قرفانه وبصوت جهوري ..
- خير علي الصبح عايز ايه ..
طبعا الرجل لم يروق له حديث الموظف فطلب منه أن يتكلم بذوق فغتاظ الأخير وقاله ما لذ وطاب .. فصاحبنا العميل ما كان منه إلا انه مسكه من تلابيبه وأوسعه لكم وضرب .. !!
وحينما تم فض الاشتباك تسال الجميع من المخطئ .. وما الضرر لو كان الموظف قال صباح الخير حاضر سأنهي لك أوراقك .. بدلا من خير علي الصبح ..
حقا للكلمة الواحد مفعول السحر وللابتسامة أيضا ..
وابعد الله عنا وعنكم سحر العكننه وعن إذنكم بقه عشان عايزة أقوم اعكنن علي إلي بيرن الجرس بالشكل الغبي ده هو فاكر إيه وكاله من غير بواب !!!