غصة بحجم الكون أو أكبر ..
جحيم الإختيار ..
بين الصمت والكلام
هل أقول عما بنفسي
أم أصمت للأبد ..!
الخوف ..
لعل عذاب الله للبشر
هو الخوف
وأنا خائفة ..
وأنت .. أين أنت ؟
أحيانا .. أتأمل صورتك
حين افتقدك
جداً
أحياناً حين أشرد فيها
تمتليء عينى بالعبرات ..
تختلط ملامحك مع من بجوارك
تصبح الرؤية عسيرة جداً
فيكون أمامي حل واحد
أن أترك لها مطلق الحرية
تتساقط
تتضح ملامحك
مجرد ملامح منقوشة على شاشة كمبيوتر مضيئة
وأنت ...
أنت ..
أين أنت ؟
ويبقي السؤال أبد الدهر ....
هذه الصورة تحديداً حين إخترتها لم أفكر ...
وجدتني أتسائل هل هذه دماء ؟
أم لون المفرش الذي تجلس عليه الفتاة شبه عارية ..
هذا الوضع تحديداً .. كثيراً ما أرقني ..
حين نصلي لا نرتدي هكذا .. نتطهر .. نرتدي ملابس فضاضة لا يلوثها أي دماء
نحن في محراب الرب يجب أن نكون أشد طهراً
لكن ماذا لو هذا صعب .. ماذا لو التطهر لا يقف على حد الملابس والأغتسال ..
ماذا لو أن الدماء تحيط كل شيء .. الفراش البيت ..الملابس الروح ..
الروح ....
&&&
حين مر زاردشت على راعي عجوز يحيا بأعلي هضبة .. سأله ماذا تنتظر ...؟
قال أنه ينتظر الأخلاق والخير والحب .. ينتظر الله
وقتها رحل زاردشت قائلا : ألم يعرف هذا الراهب العجوز أن الله قد مات ..!
أفكر في الله .. أين هو .. مني ..
هل الله في كلام أصدقائي الملحدين تقطر أعينهم تعاسة وحزن .. التيه ...
هل الله في عين صديقي محمد المغترب بالخارج المؤمن بالقضاء والقدر والذي يترك همومه على الله .. والحزن أيضاً يسكنه ..؟
هل الله في أحلامي تمتليء بشخوص وكوابيس بخوف ورعب .. بأخي الوحيد وهو يؤذيني .. بأمي وهي تصلي ومن قلبها لا تحبني ...
بأبي الذي أحلم بوجهه ولا أعرفه ..
بصوت الأصدقاء .. بحلم طفلة .. بفرحة يتيم .. القته أمه وأبوه بعد خطيئة ساعة ..!
كم كل هذا نجس ويرعبني ...
&&&
إن الجحيم هو الآخرين .. هو نظرات الناس وأفكارهم .. هو صوت الهاتف حين يدق فتظنه يحمل صوت يطمئنك فيصبح جلادك ...
حين تظن أنك أخيراً وصلت لبر بعد تجديف سنوات
لتكتشف بالصدفة أنك أحمق وفي وسط البحر من غير حتى حتة خشبة ..!
الجحيم ببساطة هو أمي .. أخي ..الآخرين ..
أنا ...
وأنت ..
الجحيم هو أنت ...
الجحيم هو أنت ...
أنت
أنت
أنت
أنت ...
&&&
أحيانا .. أشرد في أي مكان .. هنا أو هناك .. كانت تحدث أثناء القيادة كثيراً وتسببت في الكثير من الحوادث حتى أقلعت عنها ليس خوفاً من الحادث ولكن لأنه هناك حلقة من الرغبة تاهت مني فتوقفت معها الأشياء جميعها ...
أقف في المطبخ أتأمله .. كل شيء في مكانه .. كل شيء منظم ..
كل شيء كما كان حين رأيتك أول مرة هنا .. الفرق أنه كان هناك الكثير من النار وحروق ووجهك
&&&
حين أخبرت الطبيب بهواجسها عنك .. رجح أنك وهم ..
يومها ضحكت كثيراً وكادت أن تحضر حقيبتها لتحجز مقعدا بمصحته ..
حين رأتك أول مرة .. رجحت أن الطبيب هو الوهم .. وأنها أيضاً وهم
لكنها حتى الآن .. حتى الآن .. لا تستطيع أن تضعك بخانة
لا خانة لك .. أنت تتعدي الخانات كلها .. أنت بلا مسمي ..
&&&
يقول سامح أني أدخن وأنا مكتئبة ..
يقولها وهو يراني واقفة بالمطبخ بلا سبب ظاهر واضعة اللفافة بفمي فابتسم إبتسامتي السمجة وأخبره أنها مطفئة ..
فيتساءل في دهشة عما أنتظر كي أشعلها تقريباً
أكاد أبلغه أني أنتظر حريق ما ...
إلا أني ابتسم واشعلها بقداحة ما ...
&&&
ماذا لو أن الشيطان محض شخص بسيط مثلنا ..؟
ماذا لو أنه لا يدرك أنه شيطان ؟
ماذا لو أنه تعيس ينتظر فقط وجه يخبره أنه وجد بالحياة خصيصاً له ..
ماذا لو أن الشيطان هو أنا ...!
&&&
ذات يوم إستيقظت فزعة الدم يتساقط من كل شيء حولي
الجدران الأرض السماء
أنفي فمي يدي
عيني ..
صرخت لأستيقظ مجدداً وأجد بعض الدماء على شفتي أدركت أن شعيراتي الدموية بشكل ما فرغت عن غضبها من أنفي ..
يومها أدركت أن الأمر أصعب من مجرد رغبة في صلاة
الأمر أكبر من مجرد رغبة
كنت أسمعها تغني
وتسأل ؟
إن كان الحبيب حبيب تاني ..
إنشغل قلبه بحبيب غيري
نسي كلامه الأولني كان أهون عليا
لو كان قالي ..
وجدت دموعي تتساقط .. وأفكر في رسالة أرسلها إليك
أفكر في أي كلمة سأقولها مبرر لهذا الوقت المتأخر
ماذا سأقول ؟
إنتهت حججي يا صديقي ..
إنتهت كلها
ومن حولي أسمعهم يحكون عن قصص الحب الذاهبة لبعيد
ترسل لي هي رسالة بعد غياب
تخبرني أنها فكرت في الموت
أرد عليها بإن الموت ليس حل ..
لكن من داخلي أدرك
أنه هو الحل الوحيد