14‏/01‏/2011

مغلقة

أفكر في أن الحداد هو الحل


بقدر ما اسكب من دموع الآن على كل ما مضي على السنوات التى قضيتها في الكلام والثرثرة


 


أفكر أن كل هذا لم يكن أبداً فيه السلوى ...


لم يغنيني عن إحتياجي للدفء البشري أبداً


وطالما كل هذا لم يعد له قيمة


 


وطالما أني والآن في أشد إحتياجي الآن للأخرين لكن وبرغم هذا لا أريدهم ... كأني بقدر ما أحتاج بقدر ما أبتعد


 


ولكل هذه الأسباب السابقة


 


هذا المكان الموجع مغلق بكل ما فيه من وجع وذكريات


مغلق حتى يأتي حزن أكبر مما أنا فيه


مغلق وربما أعود وربما لا .. وربما في حياة أخرى ...


 


شكراً لكل من تابع أنا والآتي ...


 

وحده الموت يتسع


خالو سيد ...

12‏/01‏/2011

موت ...

وجع الكون كله يسكنك الآن ..


تتأملين وجهك في مرآة لتكتشفي أي مسخ أصبحتي ..


الكلمات كلها تقطر حزن ..


والأفعال جميعها تقطر وجع


وقطران العالم كله ينصب على روحك


ما عاد العالم يتسع


مقبرة كبيرة مخنوقة وأنفاسك تحتضر ...


لا تذكرين ولا تملكين من السلوى وجود ..


والحياة جميعها تتسلل من بين يديكِ ذاهبة بلا رجعة .


وهن ..


وهن يفوق الحد


ماذا فعلت بنفسي ؟!


ماذا جنيت على روحي ..؟!


وماذا تبقى إذا كان أقرب من لكِ هم دعاة الألم بحياتك يروجون له في كل حين وأذان .!


وأنتِ صامتة لا تثورين أبداً ...


فعلتي كل ما فعلتي وأنت تعلم يارب .. كان كل هذا طلبا في المغفرة ..!


مات الرجل الكامن في أفكارك ..


مات الأب .. الصديق والحبيب


مات ولم تحضري دفنته كالعادة ولا جدوي من البكاء ..!


وما نفع البكاء ؟


مات ولا شخص غيرك يفهم الموت .. يسلبنا كل أحلامنا ... " عارفه إنه أحلامنا تاهت في أيامنا .. وحزني دلوقتي مالوش معني .. بس يارب ..! يارب ؟ يارب .


 


ثمة موت لا يحزن عليه سواك عليه .. لا يٌقام له سرداق عزاء ..  لا أحد غيرك يبكي عليه ..


ثمة موت صنعته أنا بكامل إرادتي الحرة .. ومن غير العدل أن أطلب من الآخرين تفهمه ..


أيكون من العبث أن أطلب أن يتفهمه الآخرون الآن ؟


نعم عبث ..


إذا كان الآخر الذي جسدناه ألهة ووضعنا أرواحنا نذر أن ينظر لنا .. هو أول من دهسنا في هرولته ..


 


إذا كان هذا هو الآخر فبأي حق .. بأي حق أطلب الآن الرحمة منه ؟


 


إذا كٌنا أول أضحية .. وما من أحد يبكي الخروف المذبوح غير الحمقي والأطفال ومن فاتهم قطعة منه ..!


 


هُم أخذوا كل شيء .. الذكريات .. الحب .. والطهر ..


وأنا .. أنا .. إشتركت معهم في الحفل المقام علي


 


تذوق هل مذاقي جيد ؟ هل أهضم جيداً .. أتريد قليل من الدمع كي يصير طعمه مستساغاً ؟


خذ .. خذ لك ما تشاء ...


 


والآن أنا مهزوماً جداً قلبا وروحا وأعصاباً


مٌتعب والبحر يقذف خيبة السنين في جسدى المتهالك


 


لمن .. لمن أكتب هنا ..؟


 

09‏/01‏/2011

كل الأيام أنت ...


 


يلملم من شظايا العمر أغنية .. عساه ينام ..!


 


أخرج من المحطة المزدحمة أسمع عبارات دس الأنوف التقليدية في حياتي ..


 


تاكسي يا أستاذة ؟


يظنون أني غريبة .. أنا من هذه البلد الحزينة يا حمقي .!


أنا مثلها مثل أمواجها شريدة ..


أنا كل حبة من رمالها التى دهسها أقدام الظالمون ...


أنا كل وجع جلست تلمله فتاة مفطورة القلب ..


أنا كل أهة وشهقة خرجت من غريق ...


أنا الفريسة التى رمي لها الصياد الطعم فماتت قبل أن تلقمه ...!


أنا المدينة العجوز التعيسة حتى وإن كنت لا أتذكر .. أنا السواد المتشح هنا .. والموت هناك ..


أعبر الشارع وأنا أتنفس وبرأسي يدور مليون تعليق ...


: كلية تربية ع الترام ؟


يتوقف التاكسي .. أركب وأضم معطفي الأسود على جسدي ليس خوف من برد ولكن إحتماء ..!


صعب أن تبحث عن دفء إذا كنت أنت مصدر البرودة ..!


 


صوت على الحجار في رأسي والسيارة ترحل بين العابرين .. أتمني منه أن يسير للأبد وأبداً لا يتوقف ..!


 


الحجار يشدوا بصوته الحزين " ولحني الجميل مين يسمعه ؟ "


أفكر فيه وفي كل ما مضي ..! في الوجع في السواد في صوت الطبيب .. : لماذا ترتدين الأسود دوماً ؟


 


أرحل مع الكلمات والمدينة الحزينة تستقبلني بإبتسامة جاهدت المسكينة كي تشقها بين وجعها فأبدالها ابتسامة أوسع ...


لا أفكر في أمي .. لا أفكر أنها السبب ولا في كل من كان السبب في أن أترك تلك المدينة الحبيبة ..


لأني نسيت ...! اليس كذلك ؟


 


يلفت نظري أسم المكتبة التى أشتريت منها كتاب بوذا " يوليس " يوليس التعيس الحزين مثلي .. يوليس الذي تحدثنا عنه .. يوليس ال ..


: أنا بقالي سنتين سواق ..!


التفت إلي السائق محاولة فهم المعلومة التى طرحها علي


: ودي أول مرة أبقي عاوز أعاكس واحدة ..!


ابتسم في استخفاف وأشير إلي الجامعة كي يتوقف ...


أهبط أجر قدماي .. أكاد أشير بالكارنيه للحارس إلا أنه يبتسم كمن يعرفني ويفسح لي دون النظر في الهوية !


 


التهبيط ..! هو ما شعرت به طوال الأيام الماضية .. هناك من يرجك بإستمرار حتى تصاب بتلك الحالة الغريبة من التهبيط ..!


تنام كأنك لا تنام ..


تأكل ولا تأكل


تصحو ولا تصحو


تضحك ... آآآه .. ولا تضحك ..


تبكي ؟ كأنك تبكي ..!


 


التهبيط ...


 


أجلس الآن أمام البحر ... أتأمله بهدوء .. وصوت الحجار لازال يتحدث عن الغرباء .. !


" وكأني في دنيا تانيه .. أغني معه  " يضع أمامي النادل القهوة .. أدخن


 


وأدخن


وأدخن


وأدخن ..


عشرات اللفائف المحترقة والرماد يذهب هناك بعيداً جداً


يرقص .. يسقط ... يتقهقر .. يرتفع .. يرسم حلقات .. سمكات مذبوحات ...


وصمت ..!


أدخن  كأن الجحيم ذاته ينتظرني .. أدخن كأني أحاول نفخ روحي في إحدي اللفائف ...


أدخن ...


وفجأة تطفو صورتك في رأسي ..


تختلط بالبحر .. بحجر رميته متمنيه من الله الراحة


بإبتسامتك


بك


أنت ..


ولا غيرك


أفتح الكتاب لأجده يقول ..


كل الأيام فاطمة ...!


فأرد .. كل الأيام هو ..


وألملم رمادي وأرحل ..!

05‏/01‏/2011

.

هناك أشياء تموت وتنكسر


لا نخرج في عزاء لها


ولا تعني أحد سوانا


ومهما حاولنا أن نبحث عن من يقدرها مثلنا نفشل .!


يوم بعد يوم .. نبكي بلا دموع .


عليها ..


بعد أن كانت أحزاننا تسكن حضور العالمين ..


صارت تسكننا وحدنا ..


مثلها مثل أشياءنا الميته .. والتى لا قيمة لها سوى لنا .

04‏/01‏/2011

العناوين دوماً ساذجة ..!

 


 


البدايات مخيفة جداً .. بعد ضهر من التجربة حتى لو كونك سئمتها تستمر ..


 


أحيانا خوفً من الفشل .. 


 


البداية دوماً تبدوا صفحة بيضاء مخيفة سهلة الفساد .. أقل نقطة حزن تعكرها للأبد ..


لكن صفحتنا التى نملكها بكل ما فيها من سواد مألوفة إعتدنا عليها وإعتادت علينا ...


 


لكن ... لو أنك وجدت صفحتك معكرة دون سبب .. !


 


أو دون أن تذكر السبب ...


لو إستيقظت ذات يوم لتجد أن حياتك وذكرياتك للأبد إختفت ..!


 


والكل يقول لك تأقلم .. بداية من بواب العمارة إنتهاء للصوت برأسك  .


 


وتكبر الكلمة لتصبح تشويش دائم


 


خذ دوائك وتأقلم


 


نم وتأقلم


 


مُت وتأقلم


 


وتكون اللحظة الحاسمة ... الطريق أبيض ... 


أو معكر ...


 


تتأقلم ؟


 


سوزان تقول ما من بداية بيضاء ...


 


لآن كل البدايات معكرة .. يعكرها خوفنا أو تأقلمنا ..


 


البدايات البيضاء مخيفة جداً بقدر الموت .. محبوبة جداً بقدر الحياة ..!


 


أتذكر كلمتها لي .. لا تشتركِ مع العالم في إيذائك ...


 


أحقاً أكون أنا ؟!


 


&&&


 


اللوحة بأعلي حلم يلازمني .. حلم أن تكون تلك بدايتي ...


 


 


 


أيكون هذا هو الجحيم وأنا لا أدري ؟


أكان علي أن أقتنع من البداية برحيل الأمل كي أصل لسدرة المنتهي ؟


أنا مهما حاولت أن أبحث عن الكلمات كي أصف ما بي لفشلت ..


طوال الوقت ندعي .. ندعي هنا أننا نشعر بالحب بالفقد باللذة


اللذة ...


اليوم قال لي أحدهم أني أجيد التمثيل ..!


نعم أنا ممثلة ..


طوال الوقت أمثل كي أجعل كل من يمر بحذائه علي سعيد


كان لدي ذلك الأمل أن أحدهم سيتوقف ذات مرة ويشعر بي ..


كان لدي أمل أنه سيكون أنت ...


لكن أنت .. أين أنت ؟


والأرض ضيقة ضيقة جداً كأحذية قديمة


ومع كل خطوة بهذا العالم أنت تبتعد وأنا أموت ..


رحمة الموت تأتي في أنه يأتي مرة واحدة ..


لكني ملعونة .. في اليوم أموت عشرات المرات


 


أموت وأنا استيقظ بلعنة يوم جديد


أموت وأنا أنام على أمل أن ينتهي كل هذا


أموت حين أراك وأسمعك وأنا أعلم أنك بعد قليل راحل


أموت حين ترحل ..


أموت حين أتذكرك


أموت حين أدعي نسيانك


وأموت حين أبكي


وأموت حين أبتسم


وأموت وأموت وأموت


لقد سئمت الكون وسئمتني وسئمت الآخرين


تلك التمثيلية السخيفة التى يدعي فيها الجميع أنه يحيا


هذا البيت هذه الجدران الشارع الوهم الأخرون


فقط لو أجد ضمة أبي .. فقط لو يضمني لو يسترني لو يغطيني وأنا طوال الوقت عارية اشعر بالبرد يغلفني


أنا لا أريد أن أباع يا أبي لا أريد


لكنه مات


وتركني وحيدة


لا استطيع ان اتنفس


مش قادرة اتنفس


م