.............................................................
.......................................................
-الحياة .. بيننا .. مستحيلة
-أنتِ إنسانة مقرفة
قالها وهو يصفق الباب بوجهها وهي واقفة في صالة دارها .. لا تدري . يقينا ماذا تفعل ؟؟
***
-أنتِ أجمل من أن تكوني واقعا ..
قالها وهو يمسك يديها ويداعبها في رقة..فتحمر وجنتيها رغبة فيه وخجلا من رغبتها .. !! فيبتسم .. يتشبث بيديها أكثر ..! كأنه بذلك يخترق اسوراها , داعب اصبعها السبابة بأصبعه .. تلاقي الاصبعان .. ابتسمت ولم تدرك .. ماذا يفعل .. ابتسم وقال لها
-اصبعي .. منحرف . يرغب أن يقبل اصبعك ايضا ..!
ضحكت .. وضحك ..
***
لملمت ملابسها . زجتها زجا بحقيبة يديها الكبيرة .. خرجت اغلقت الباب خلفها .. تجر قدميها .. تجرها روحها .. !!
طوال عمرها لم تفهم كيف يختلف اثنان اصبحا .. فردا واحداً !!! جسداً ... واحـــــــــــــــدا ..
أم أن لحظات التلاقي .. مجرد لحظات .. لا أكثر ..!
تأتي عليها شمس النهار .. فلا تترك خلفها .. سوي جسداً .. ورداءا مخلوعا ..!
***
-أتدرين يا صغيرتي كم احبك ؟
قالها ويديه لازالت تحتضن يديها .. يسيران جنبا الي جنب بالطرقات المزدحمة وهي تلوذ بعوده الفارع تختفي عن العيون في عينيه .. تري العالم بملامحه ..
-أد العيون السود بحبك
ابتسمت ولم تشأ أن تخبره بأن العيون السود .. قليلة جداً .. جداً ونادرة ..!
***
ما الذي جعله يتفوه بهذه الكلمات .. وهل حقا .. هي إنسانة سيئة .. ؟ الي هذا الحد .. ! في أي شيء أخطأت ... لا تدري .. لقد كان هنا .. يملأ عالمها .. كــــــــــل عالمها .. حقاً .. هي بدونه ....؟؟؟؟!!! إنسانة مقززة !!!!؟
***
-سنستقل المترو سويا ..
قالها وهو يداعب يديها المستقرة بيديه كأنه لا يريد تركها حتى شعرت ان اصابعها ذابت بأصابعه .. انصهرت .. توحـــــدت .. وصار من الصعب بل من المستحيل فصلهم ..!
قانون الجاذبية ذاته ..خلق لأجلهم ..!
-لا .. إذهب انت الي عملك وحدثني ليلا .. بالهاتف ..
قالتها وهي تستحلف قانون الجاذبية .. أن يعاند إرادتها .. وتتحد اليدان و لا تنفكان أبدا ..
***
اقتربت بحملها الحزين من المترو ؟؟ تأملت الاجساد .. الغادية والرائحة وتأوهت بصوت خافت وهى تحمل الحقيبة .. واتجهت نحو المترو .. لا تلوى علي شيء ..!
***
-تعلمين .. بأن لضحكتك رنة خاصة وابتسامتك ترحل بي الي عوالم اخري ..
ابتسمت اكثر .. والتفتت بعينيها .. فرأت تلك المرأة تحمل حقيبة كبيرة وعينيها مسلطة عليهم .. في صمت ..فزدادات حمرة وجهها ولا إراديا سحبت يديها من يد حبيبها وحركت يديها بشكل متوتر .. لتظهر خاتم الخطبة كأنها بذلك تنفي عن نفسها تهمة لحقت بها ..!!
وتلاشت ابتسامتها .. وحل محلها .. خجل ليس له محل من الاعراب ..!
***
وقفت تنتظر قدوم حافلة المترو .. فسمعت صوت شاب يداعب فتاته ..ويثني علي ابتسامتها .. ولا تدري لماذا شردت .. في لمسة اصابعه لأصابعها . تري هل يحبها حقا..؟ ولن يملها يوما .. لمجرد انها اصبحت معتادة ومتاحة .. وقتما يشاء واينما يريد .. ومتي سيصرخ بوجهها لأول مرة .. تري حين تهمل في شيء ما .. او تزداد متطلبات الحياة ..؟
تنهدت وحاولت جاهدة منع دمعة ما من التسرب علي خديها .. وتحسست خاتم الزواج .. المحبب لها أو الذي كان ..!
ياله من قيد .. قاس .. سلب منها كل شيء ولم يمنحها أي شيء ..!
وابتسمت في سخرية .. ومنذُ متي والسجان يمنح .. والقيد يعطي ..؟
تناولت حقيبة يدها واقتربت من المترو .. الذي توقف وبيديها حملها الثقيل .. من حقيبة وقيد ..
واندفعت الي العربة .. تستقلها .. ولم تنسي ان تلقي نظرة اخيرة علي الفتي والفتاة ..
ولم تنسي ايضا .. ان تنزع القيد وتلاقيه اسفل قضبان المترو .. !
****