28‏/07‏/2010

رحيل .


 


أخذوا ذكرياتي
ورحلوا
وبقيت وحدي
أنتظرُ
أميرًا صغيرًا
يأتي من كوكبِهِ البعيدِ
ليأخذَ قلبي
قلبي الذي نسيَهُ الأصدقاءُ
حينما أخذوا الذكرياتِ
ورحلوا .


من ديوان مخبأ الملائكة - لسوزان عليوان ..


 

23‏/07‏/2010

أن تقترب ..


 


حين جاءتني تلك الصغيرة تحدثني عنك ..


كم هي تفتقدك وكم أنت بعيد جداً


حدثتني وهي تلهو بدمية صغيرة .. قالوا لها أنك بعيد بشدة وأنك قد تعود قريبا وهي تنتظرك ...


وحدك أنت الذي كان يحضر لها الحلوي


وحدك أنت الذي كان يأخذ بيديها ليريها العالم الكبير الضخم ...


وحدك أنت من سهر بجوارها وهي مريضة ..


وحدك أنت من كان يحضر لها الملابس الجميلة ..


ووحدك أنت من كان يحبها بصدق ..


حينها سألتها كيف تعرف أنك وحدك من كان يحبها بصدق ..


أجابتني بأنك كنت حين تضمها كانت تشعر أن الحياة جميلة جداً


وأنها فراشة تطير وتحلق بعيداً دون الخوف من أي شيء ..


حدثتني عنك كثيراً .. عن ابتسامتك .. عن كلامك .. قلدت مشيتك ... عبوسك ..


إهتمامك بالأمور الصغيرة والكبيرة ..


صمتت للحظة وأخبرتني أنها تفتقدك بشدة لكنها لا تعرف أين أنت ...


وسألتني وعيناها دامعة .. : هو ممكن يرجع ؟


لم أستطيع سوى أن أخبرها أنك عائد .. لأنك تعرف جيدا يا صديقي أنها فراشة .. والفراشات يجب أن يحلقن بعيداً .. مهما أحترقت أجنحتهم من الحزن .. مهما ساد السواد علي ألوانهم .. سيظلوا فراشات ... فقط لو أنك عدت إليها مجدداً ..


فقط لو أنك أهديتها أجنحة جديدة كي تحلق بين يديك ..


فقط لو فعلت ...


 

17‏/07‏/2010

إيفانجلين .


 


لا أدري لماذا راودني هذا التساؤل وأنا أقود إيفانجلين هذا الصباح بعد غياب عنها دام لأسابيع ..


 


حقا ماذا سيحدث لو أن نيزك هبط علي الأرض فأنتهت البشرية ...


 


تخيلت للحظات أن نجم هبط علي الأرض وأن الأرض بعد يوم ستفني ..


لا بشر .. لا سماء .. لا أرض ..


وأنا بدون ذكرياتي .. فقط علي دراجتي ..


كان خاطر لطيف لا أستطيع أن أنكر ..


ماذا سأفعل في السويعات الباقية ..؟


أظن أني سأبحث .. عن أكثر شخص أحببت في حياتي .. سأبحث ولن أخشي أن يكون نسياني سبب في بعدي ..


سأتخلص من جبني .. وأخبره أن نتمشي سويا علي البحر .. سأترك المياة تبلل قدمي ..


سأركض كما أشاء .. وأرقص كما أشاء ..


وفي المساء سأطلب منه أن يبتاع لي فستانا كما يحب .. لكني سأختار لونه .. ورديا .. أريده ورديا ..


وسأطلب منه أن نرقص سويا ...


وعندما يحين الليل .. سأستلقي في حديقة واسعة .. وأكتب كلمات جميلة جدا له ...وأطلب منه أن يكتب لي كلمات ..


ونستلقي سويا نتأمل النجوم .. سأخبره عن إيفانجلين .. وسيحكي لي الكثير من القصص الجميلة ..


ونرى النجم يهوي .. يهوي ..


فيصير ضوء عظيم .. ونغمض أعيننا للأبد ... علي أجمل أبتسامة


&&


اليوم وأنا أقود إيفا راودني حلمُ غريب .. أو وميض أخر وأنا لم يزروني وميض منذُ مدة طويلة


رأيتني وأنا أرتدي جيب قصيرة كشخصيات الأنيمي في محطة القطار .. وبأنتظاري شخص ما إن رأني حتى ضمني إليه ..


لا أعرف لماذا شعرت بدفء غريب لحظتها .. وتمنيت أن تستمر اللحظة التي تخيلتها ...


لكني .. وجدتني في الطريق الزراعي أقود إيفانجلين وأكاد أصطدم ..


حين عدت إلي المنزل جاءني ذلك الأتصال من مكتبة ديوان .. ليخبرني أنهم احضروا يوليس الرواية التي طلبتها ..!


 


سأذهب لأحضر الرواية ..


لا أدري متى لكني سأذهب


لماذا أدون كل هذا ... ربما لأني سعيدة .. برغم أن سنو كادت أن تستخدم حجرة المكتب مجددا كمرحاض ..


 


عندما يهبط نجم علي الأرض .. سأدع سنو تلهو بالورد كما تشاء ..

16‏/07‏/2010

عطب .


 


(ونامي يا عيني إذا راح فيكِ تنامي ..)


هل لازالت أنا كما أنا كما يقولون ؟


أنظر لحالي ماذا أفعل ؟


لازالت كلما ضاقت الدنيا أشعر أن الحل هو تنظيف ما حولي ...


أهرب في التنظيف والترتيب حتى ينالني التعب وأرتمي علي أقرب مكان .. أدخن سيجارة أخري وأتأمل حلقات الدخان ..


(أنا خوفي يا حبي .. لتكون بعدك حبي .. ومتهيألي نسيتك وأنت مخبي بقلبي..!)


ابتسم .. رغما عني ابتسم .. منذُ يومان كنت أتشدق عن التسامح والغفران .. وأنا الآن لا استطيع أن أغفر ..


أي حماقة تلك .. أي جبن وأي كذب ..


لماذا أنا هكذا ..؟!


لماذا أرفض أن أسامح ..؟


تحدثني عن أن لعل مشكلتي أني لم أجد من يسامحني فلم يعد عندي القدرة علي المغفرة ..!


أتأمل كلماتها بإستخفاف لا أعرف من أين جئت به .. وبقسوة أنهال عليها بكلمات مليئة باللوم .


أخبرها أني لن أذهب للطبيب .. لن أستمر في العلاج لأني سئمت الجميع ..


ولن أبحث عن هاجسي .. ولا عن ذلك الراحل ..


في الواقع لم يعد يعنيني أي شيء .. وليذهب الجميع إلي حيث ألقت ..


أفكر في كل هذا وأنا أتأمل الجدران البيضاء ..


هناك حقيقة واحدة أدركها الآن .. هناك بداخلي شيء مكسور تماما .. لم تفلح الأيام الماضية في محاولة لصقه ...


هو أصابه العطب للأبد .. وأي محاولة لتقبله ستكون درب من التخلف .. يئن ويصدر أصوات ويلعن ويسب ..


أدرك الآن استحالة إستعادة ذكرياتي المأسوف عليها .. أدرك العلة .. الذكريات تقبع مع الروح .. وأنا الآن ..


الآن تحديدا


جسد .. مجرد جسد ..


والجسد ليس له ذكريات ..


 

15‏/07‏/2010

نوستالجيا .


 


فيما مضي .. كنت أكتب لكي أحيا ..


 


وأحيانا كنت أكتب كي لا أكون وحيدة ..


 


أو لربما كنت أصنع شخوصا أشد بؤسا منى كي أقنع نفسي أنى أفضل ..


 


كذب علي الطبيب ... قال أنى سأفقد ذاكرتى مجددا عند أول صدمة ولو بسيطة


 


لكنى وبرغم تعرضي لصدمة لم أفقد شيء


 


لعله بسبب أنى لم أنم بعد ؟


 


لا أدري ..


 


لكن لماذا أنا حزينة ..


 


الأمور ستسير كما يجب .. أو كما قلت لها ( أنا مش زعلانة .. كلها تلات شهور وانسي كل حاجة من جديد )


 


تطلب منى أن لا أكون بهذا التشاؤم ... هي لا تدري انه ليس تشاؤم .. بل هو رجاء وتمنى .


 

14‏/07‏/2010

وحتى تحترق النجوم ..


 


 


-         للأبد ؟


-         ماذا ؟


-         ستظل معي للأبد ؟


-         وحتى تحترق النجوم .. وحتى ..


لكنه ابداً لم يكملها ...


 


&&&


يمر علي الأسبوع .. ما بين سويعات أمام كمبيوتري الصغير .. أو كتاب أحاول جاهدة أن اقرأه .. رواية آخري لكافكا .. لا أكملها أبدا ..


 


أحيانا في مداعبة القطة الوحيدة مثلي ..


 


أحيانا في المطبخ اعد وجبة ما .. ليتحدث الجميع عن أن جومانا لازالت تطبخ كما يجب ..ويردد احدهم مقولة شهيرة كانت تقال فيما مضي عن أني اطبخ بنفس البراعة التي اكتب بها ..


ابتسم ..


يأتيني صوت ياسمين يحدثني أني يجب أن افرح ..


فأغلق علي باب حجرة المكتب الذي وجدت فيه أخيرا العزلة المناسبة التي ترحمني من طلب السلوي ..أصغي لصوت تلك المغنية التي لا افهم حرفا مما تقول لكن شيئا ما في صوتها .. ينبئني أني يجب أن احزن بشدة .. فتدمع عيناي بلا سبب .. سوي ما في صوتها من وهن وحزن ..


 


سرعان ما ينتهي الأسبوع ويأتي يوم الخميس ميعاد طبيبي .. فأصفف روحي كيفما اتفق لساعات من السفر .. تنتهي في صباح اليوم التالي ..


 


وهكذا تستمر الحياة ..


 


ما المضجر في حياة مثل تلك ؟


ما الذي يجعلني ابحث عن وجه مجهول وسط زحمة ووحشة الوجوه من حولي .. وفي ذهني يتردد صوت .. صوت .. تطاردني صورة ...


 


اليوم وجدت صورة ... لملامح شاب .. تشبهني كثيراً .. للوهلة الأولي ظننته أخي ...


 


وقفت في المرأة تأملت خصلات شعري .. حاولت ان اجعلها تشبهه .. ارتديت منظاري مثله .. ابتسمت مثله ...


 


شعرت بالفرح .. سألت ياسمين ... ياسمين هل حقا يشبهني ؟


 


أجابت نعم .. كأنه أنتِ ...


 


طرت من الفرح ...


 


لكن لم اعرف اسمه أو حتى لما احتفظ بصورته ..!


 


وما فائدة الأسماء ...


 


ساعة وأكون بالمدينة التعيسة .. القاهرة .. ساعة وأكون مع ياسمين .. نتحدث كثيراً تحاول المسكينة أن تصنع لي عالم بدلا من ذلك الراحل ..


اخبرها عن عزمي علي السفر .. تردد لا تتركيني هنا وحدي ..


 


لكن يا ياسمين .. هنا صعب .. هنا صعب ..


 


فأنا .. لا أعرف اسم صاحب الصورة


 


ذكروني ذات يوم أن أسأل دكتور أحمد .. ماذا بعد .. وحتى تحترق النجوم ...؟

09‏/07‏/2010

هاعمل إيه !؟


 



 


 


هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت


 


بصيت

وشفت نفسك فى المرايه بكيت

جواك سؤال تصرخ تقول أنا مين ؟



أنا مين ؟


أنا زى ما أنا ولا اتقسمت اتنين؟

وبعدين         !

بعدين  ..؟


قول يا اللى فى المرايه

فهمنى إيه الحكاية

فرحان ؟ تعبان ؟ مرتاح ؟   ندمان  !

حاجات كتير في حياتنا

أتسببت في حيرتنا

وادينا عايشين راضيين

جايين ورايحين ..




وهتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت

ولقيت اقرب ما ليك فى الدنيا

مش حواليك

هوا أنت مين اللى عمل كدة فيك ؟

مش أنت ولا فى حد غما عنيك ؟

وبعدين ؟

قول ياللى في المرايه

فهمنى إيه الحكاية  ؟

فرحان  - تعبان – مرتاح -   ندمـــــــــــــان



حاجات كتير في حياتنا

أتسببت في حيرتنا

وادينا عايشين

راضين جايين ورايحين


 



 

06‏/07‏/2010

بابل ..


 


 


يُنبئني هذا المساء أنني أموت وحدي

ذات مساء مثله, ذات مساء

و أن أعوامي التي مضت كانت هباء

و أنني أقيم في العراء


 


 


لا أستطيع أن أنكر أني أحيانا احصل علي السعادة ..


 


إلا أنها سرعان ما تبتر بشكل قاسي وبشدة .. وأعود أجد نفسي حائرة .. أكان خيرا لي ألا اسعد فأشعر بمذاق الراحة ؟.. وبعدها يأتي الحزن والخوف والتيه فأتعذب مجددا ً


 


 


أكان خيرا أن ابقي في الحزن اعتاده ويعتادني فلا استغربه ولا يؤلمني ..!


 


أنا خائفة ..


 


أقولها لأول مرة لذاتي وعلناً


 


أريد أن اصرخ وابكي وارقص .. لكني اشعر أني بشكل ما قعيدة .. حبيسة أحلامي  الغريبة المخيفة .


وذلك الوجه الذي يطاردني في صحوي ومنامي .. والاسم .. والكيان الذي ما شعرت كيان اشد منه حياة مثل كيانه ..


 


يخيل إلي أني صنعت منه أسطورة وهو وهم برأسي .. وبأني كالمندوه تجاه نداهة من نوع خارق لا قبل لي بها لأني أنا من صنعتها ..


 


وحدها تعرف كل نقاط ضعفي .. أما أنا فألقي بكل ما يضعفها في جُب عميق وأغلق عليها آلف مزلاج والقي بالمفتاح في بابل ..


 


هل وجد أحدكم بابل ..؟


 


أحيانا اشعر أن كل القصص التعيسة أنا وان كل الأغاني الحزينة أنا وان كل الفراشات التي احترقت .. أنا .


 


كل طائر سنونو مات .. كل زهرة ذبلت .. كل قبر أغلق علي جسد صبي حالم .. كل عقل منهك .. كل دمعة ذرفت ..


 


كل ,, كل .. كل !


 


كل هذا أنا ..


 


تقول لي صديقتي الصغيرة البارحة أن حياتي جديرة بأن تكون رواية .. رواية رائعة .. وأنها ستكتبها


حدثتها عن آنا كارنينا وكيف أنها باعت كل شيء لأجل الحب وماتت علي قضبان قطار يحمل بين جوانبه مئات الأفكار والأحلام لبشر لا يدرون من دُهس أسفل موضع أحلامهم ..


 


حدثتها عن ديستوفسكي .. عن مأساته .. عن ايفانجلين نجمة الأمنيات ..


 


حدثتها وهي تصغي .. تصغي لي بكل صدق ..


 


حدثتها عن الاسم .. عن الخوف .. عن سوزان عليوان .. وعن الغضب .. القهر والوحدة ..


فلم تمل ..


 


لم ترفضني ..


 


كتبنا سويا أمنيات لمكان أظن أني لي فيه ذكريات


أخذتني بين جدران المدينة العجوز ... وفي كل خطوة كنت اشعر أن شيئا مألوف يحدث .. هناك وجود لك .. أنت لست وهم .. أنت موجود ..


 


أكان تشابها واختلط علي الأمر ؟ .. إذا كنت وهم أنا اصطنعته لأبرر به مرار أيامي ..فأرحل يكفيني ما أنا فيه ..


 


أما إذا كنت واقع فأخبرني ماذا جنيت أنا لأستحق مطاردتك لي بهذا الشكل في أركان عقلي النخرة ؟


 


إلا تدري أننا يجب أن ننسي كأن شيئا لن يكن .. علي حد كلمات صديقتي ..


 


وبأن كل منا يهوذا علي طريقته ..


 


قد أكون بعت المسيح لأجل ثلاثين من الفضة .


 


هل أنت المسيح ..؟


 


أما أنا فقط يهوذا بلا مسيح .

01‏/07‏/2010

تشويش .


 


 


يوما بعد يوم تسيطر عليا حالة من الخمول تزداد تتفاقم

لا طعم للطعام ولا للحلوى ..

الأشياء الأفكار الأيام اللحظات .. حتى الناس بالشارع متشابهين مكررين إلي حد مفجع

تتلاشي الكلمات قبل أن ألفظها .. أي شيء أريد أن أقوله أو اكتبه لا معني له ..

الرغبة في البحث عما ضاع أو فات مني ليس له معني بداخلي أو أهمية

اليوم أرسل لي احدهم لينك لفيلم وقال انه تذكرني حين رآه ..

رأيته .. البطل يفقد ذاكرته بمعدل مرة كل عام .. لكنه وعلي الرغم من هذا يذكر طفولته علي الأقل ..

يذكر .. ذكري .. اشعر أن هذه الكلمة أصبحت كالحلم لا يمكن أن أراها سوي في أحلامي المختلطة بكوابيس وخوف وذعر

حتى الكتابة .. يحدث أحيانا أن يحدثني احدهم عن قصة رائعة كتبتها أنا . لا يعرف ابدأ وقع كل كلمة علي أنا لا استطيع أن اكتب مجددا ..

أنا كالمسخ بلا هوية بلا ميلاد بلا حب

وآيا كان الذي رحل فهو لم يرحل وحده لقد اخذ معه كل شيء لم يترك لي سوي الوحدة والخوف والرغبة الحارقة التي لم يعد يطفئها أي قدر من الدموع

الخـــــــــــــــــــلاااص أين هو ..؟


أنا افقد القدرة علي الحياة يوما بعد يوم .

يخيل الي اني ذات يوم سأستيقظ لأكتشف اني متُ