21‏/07‏/2015

أكتب للذين ذهبوا هناك ..


أصاب بالذعر أحيانا أني لا أستطيع تذكر في أي يوم رحل أبي عن هذا العالم .
وحشة الذكريات التى رحلت لا يماثلها سوى رعب ما يتبقي ..

أعرف مجموعة من الذكريات عن الأصحاب وما يتبقي منهم .. أعرفها حين تطاردني بالحنين والشجن فيعبث بعقلي الحزن ..

أين هم ؟ أين ذهبوا ؟ ومن ودع الآخر بما يليق ؟ ومن يتذكر ؟

قال لي أحدهم .. لا يطاردنا الحنين لشخص إلا اذا كان يطارده نفس الحنين في ذات الوقت ..؟

كنت ساذجة اصدق ...

أجلس وحدي الآن رهينة للإكتئاب الذي ينهش العقل كما يرتعب طفل تركته أمه وسط الزحام فيمارس كل ما يمكن من التنقيب عن صوتها .. ينقب الحزن داخلي ..

يطاردني كل شيء كما عجوز اقعدها الزمن وحيدة بدار رعاية بلا أبناء أو أصحاب ..

يقعدني الحزن .. وأفكر في من ذهبوا هناك واتساءل ؟


كيف نتخطي البشر وذكرياتهم ؟

كيف نقنع الروح المتيبسة أن ننهض لنشعل ضوءا في هذا السواد ؟


من يقنع الباب في نهاية هذه الغرفة أن يرفق في الليل ؟


من يقنع الذاكرة أن تغلق بابها ليلا فلا تتسلل للأحلام ؟

ألا يكفيها ما فعلته نهارا ؟

ألا يكفي أعوام من البحث عن من ذهبوا هناك ؟