02‏/08‏/2008

بليك ..!

7


............................................................................


............................................................................


الرسمة بقلم العزيزة فاطمة عبد الرحمن من أجل عينيك


 


-         شششش


صوت تساقط الماء المندفعة علي جسدها ومنه علي الأرض .. هو ما شغل تفكيرها في هذه اللحظة حينما طلب منها الطبيب أن تفكر في شيء ما غير انه سيسحب دما من وريدها ..!


رفع عن ذراعها أكمام ردائها حتى نصف ذراعها .. ثم ربط هذا الأخير بشكل ما ونظر لها وعلي شفتيه ابتسامة ..


-         لا تقلقي ..


ابتسمت فشاعت الابتسامة في وجهها للحظة ونظرت لصديقتها التي ربتت علي كتفها .. وغرز هو المحقن  ..


 


****


-         آي ..


تقلصت ملامحها للحظة وهو يضغط علي ذراعها بجهاز قياس الضغط وفرت من عينيها دمعة !! فابتسم الطبيب قائلا


-         ما هذا ! كوني أقوي من هذا ..


***


-         حسناً ..


هكذا قال الطبيب وهو يتأمل وجهها الشاحب فتابع قائلا


-         الضغط غير مستقر .. نسبة السكر منخفضة كما هي العادة ..! اسمعيني جيدا .. إن استمر الأمر علي هذا الحال فأنتِ تحفرين قبركِ بيديكِ .. ولن تفيد جلسات العلاج ..


ثم صمت للحظة وعاد يتابع


-         إنها صحتكِ أنتِ لا أحد منا سيخاف عليها أكثر منكِ ولن نشعر بمدي ألمك مهما حاولنا ..!  ثم  لا تنسي إن لبدنك عليك حق


هزت رأسها .. ثم تحركت مغادرة الحجرة فنظر الطبيب لصديقتها قائلا


-         صديقتك عنيدة .. ! والمشكلة أنها لا تعاند سوي نفسها !


هزت الصديقة رأسها وقالت


-         هي ليست عنيدة ,,


ونظرت باتجاه الباب الذي غادرت منه الفتاة منذُ لحظات وتابعت قائلة


-         فقط تعيسة ..!


***


تخلع ثوب الحزن وترتدي .. الصمت ..


هكذا تفعل منذُ عدة سنوات ,, تخلع كل شيئِ قبل دخولها لمنزلها كي لا تثير قلق أي ممن بالبيت عليها ..


وهل بالبيت أحد غير أبيها المسن !


تنهدت وهي تعبث بحقيبتها بحثا عن المفاتيح .. بشكل ما تظل تبحث كل مرة لفترة طويلة كأنما حقيبتها لها باب سري يطل علي عالم آخر .. آه يا ليت .. هناك باب بحياتها يطل علي أي طريقا آخر ..


-         بليك ..!!


ما هذا الصوت .؟ ثم شعرت بالمذاق الصدأ علي شفتيها فتحسسته بيديها .. أنفها تنزف ..! سقطت حقيبة يديها وتبعثرت علي الأرض .. بحثت في هسترية عن أي منديل تمحو به اثر النزف .فلم تجد .!


رفعت ياقة قميصها  لأنفها وحاولت بشكل ما محو أثار الدماء ورفعت رأسها كي يتوقف النزيف .. الذي لم تفهم سببه ولم تحاول أن تفهم ..!


 


***


ألقت جسدها علي السرير بعد أن دلفت لحجرتها .. محاولة بشكل ما تنظيم أنفاسها .


اسمعيني جيدا .. الحكاية كلها تنبع من عقلك .. عقلك مسئول عن إرسال ذبذبات كهربائية ليعطي للقلب إشارة بالنبضات .. العقل هو المسئول عن كل شيء بالجسد .. تخيلي معي لو أن هذا العقل اختل في إعطاء أوامره .. ماذا يحدث ؟ الكثير من الخراب .. أرجوكِ دعي عنكِ كل هذا ..


 


لا تدري لماذا تذكرت كلام طبيبها في تلك اللحظة بالذات ..؟ وكيف تصفي ذهنها ؟ كيف يتسنى لها هذا .. إنها بكل مكان تري المعاناة .. وحدها تذهب وحدها تعود .. يتيمة القلب وحيدة كورقة شجر هشة في فصل الخريف ..


واتسعت ابتسامتها هل فجأة أصبحت شاعرة ولها تعبيرات شعرية ..!


ولكن لحظة أين المشكلة هنا ؟


هل هي عدم وجود الآخر .؟


أم لأننا وجدناه ثم أضعناه ؟


قامت وجلست علي مكتبها الخشبي تفكر وتفكر .. وتحلم بغد .. غد بشكل ما .. غدِ وحيد .. بعيد ..! أم غدِ قد لا يأتي أبداً ..


أرخت رأسها علي يديها وتذكرته ..!


بملامحه بكل شيء فيه .. كل خلجة .. كل لحظة قضتها معه .. وتجمعت الدموع علي خديها وسقطت علي المكتب الخشبي .. محدثة صوت خفيض


-         بليك ..!


حاولت إيقاف الدموع المنهمرة من عينيها فازداد الأمر سوءا ..!


شعرت بأن حياتها نقطة في بحر سرعان ما تسقط .. فتتحد مع أمواجه .تريد أن تغوص .. أكثر وأكثر ..


أتاها صوت أبيها يطلب منه شيء ما أي شيء .. بحثت عن شيء تمحو به أثار الأمطار من علي عينيها ووجهها لا تريد أسئلة الآن عما بها .. لأنها لا تدري حقا ما بها ؟


اندفعت تلبي نداء والدها .. ثم وجدت نفسها لا إراديا تدخل إلي الحمام تقف تحت مياهه الساخنة تخلطها بالباردة ثم تقف أسفلها بملابسها !!


واختلطت الدموع بالأمطار الدافئة وتلاشي الوجود وحل محل صوت المياه همهمات أخري واندمج الكل في ترنيمة .. دم .. ودموع .. ومياه ..


ترنيمة . لا يفقهها سواها ..!


 


***


 

هناك 12 تعليقًا:

  1. جميلة كعادتك ياجومانا


    وكئيبة كعادتك بردوا ..


    يارب أقرألك حاجه فيها فرحة

    ردحذف
  2. طيب ياجومانا وهدومها اللي اتبلت دي مين هاينشفهالها بس
    ولا هي علشان حياتها نقطه في بحر هاتفضل مبلوله دايما
    مش عارف المره دي اقيم الحزن ده
    بس كاتبه ناجحه ان شاء الله

    ردحذف
  3. جومانا حمدي3 أغسطس 2008 في 6:11 م

    هلا يا دينا


    كئيبة


    يعني بزمتك الصورة دي يتكتب عليها ايه


    اكيد مش النهاردة فرحي يا جدعان


    نورتي يا دوني :)

    ردحذف
  4. جومانا حمدي3 أغسطس 2008 في 6:12 م

    متقيمش ياعم محمد


    انك الاشياء حين تقيم ههههههههههههههه


    وسيبك من هدومها تبقي تشتري هدوم تانيه :)

    ردحذف
  5. جميلة جدا القصة يا جومانا


    بس نهايتها مفتوحة اوي


    خالد

    ردحذف
  6. جومانا حمدي4 أغسطس 2008 في 2:33 م

    خااااااااااااااااااااااااااالد


    اهلا يا خالد باشا


    شو اخبارك شو احوالك


    كيفك وكيف البلد البعيد


    ماعلينا


    مفتوحة ليه بس يالخالد


    اقفلها اكتر من كده ايه بس


    محنا قلنا اهوه محدش هايفهم حزنها والمها سواها


    كالترنيمة نسمعها نعشقها لكننا ابدا لا نفهمها


    نورت يا خالد


    وتعالا كل يوم بقه

    ردحذف
  7. أنا جيت


    وسع الطريق


    الله ياجومانا .. أنا اسمي مكتوووووب هييييييييي


    أحلى حاجة في البوست ده الرسمة .. جميلة جدا ايه يابنتي جبتيها منين


    ومين الرسامة الخطيرة دي


    ..


    أنا بصراحه كنت ناوية اكسر مجاديفك اياً كانت القصة .. واحبطك واقول وحشششة

    لكن بصراحه انت المنتصرة المره دي

    ماقدرتش اقول غير انها جميلة جدا ورقيقة وحسيت أنها أنا في فترة من فترات حياتي


    وهي فعلا لايقه على الرسمة


    اشكرك جدا يا جومانا العسل والله انت حبيبتي بجد


    فاطمة

    من اجل عينيك

    ردحذف
  8. جومانا حمدي7 أغسطس 2008 في 4:31 ص

    طماطممممممممممممممممممممممممممممممممممممم


    يا اهلا يا جميل :)


    ايه كل ده المواصلات ماشي عندك غرامة تأخير


    الرسمة يا ستي رسمة رسامة مبتدئة قولنا نجبر بخاطرها بقه مهو الواحد لازم يشجع المواهب الجديدة ولا ايه يا جميل هههههههههههههههههههههههههههه


    نياهاااااااااااااااا


    نيجي للجد


    لا طبعا الرسمة حلوة وانا حبتها والحمد لله انه القصة عجبتك يا فاطمة



    تكسري مجاديفي .. ! ليه ياماما الافترا ده اشحال ما كنا " توجزر " يعني عيب


    ههههههههههههههههههه


    عارفه يا طمطومه القصة دي شبهي انا ولو حضرتك كنتِ شبهها في فترة ما زي كده لما كنت انا بردوه في فترة ما


    هههههههههههههه


    تبقي كارثه


    وانتِ كمان حبيبتي اوي


    انا ضفت ميل عندي مش عارفه بتاعك ولا لأ


    وعايزاكي ترسمي تاني عشان اكتب انا تاني ها قولتي ايه ؟

    ردحذف
  9. ممتاز ممتاز
    تبرزين تفاصيل يمنتهى الدقة
    تتقمصين البطولة باحتراف

    اقتباس
    ...
    ابتسمت فشاعت الابتسامة في وجهها للحظة ونظرت لصديقتها التي ربتت علي كتفها .. وغرز هو المحقن ..

    تقلصت ملامحها للحظة وهو يضغط علي ذراعها

    ونظرت باتجاه الباب الذي غادرت منه الفتاة
    ......
    و أشياء اخرى

    لا يمكن أن أصف تلك الفتاة
    التي تنساب منها دموع و دماء
    سوى أنها تنصهر
    هي لا تحتاج المنديل لإيقاف النزيف
    و لكنها تحتاج الى تجميد المشاعر

    تحياتي

    ملاحظات صغيورة
    تحتاج الى مراجعة

    ردحذف
  10. جومانا حمدي7 أغسطس 2008 في 7:56 ص

    العزيز وجه جديد


    بالفعل تحتاج لتجميد


    علي فاطمة أن ترسم لنا صورة لمشاعر مجمدة لا ادري كيف لكن يجب ان تحاول " انا بصعبها غلاثه :)"


    ملاحظاتك العزيزة وصلت


    وقمت بتنفيذها شكرا لك مجددا :)

    ردحذف
  11. أه يا جومانا اضافتك وصلت يافندم

    انتظرك في ليلة صيفية باردة اشوفك اون لاين :)


    احلى حاجة عجبتني في تفاصيل قصتك


    بليك ..


    هذا الصوت الذي كان يصدر من وقت لاخر من البطلة والمتمثل في دموعها ودمائها


    كان تفصيل دقيق وناجح


    والاهم


    لايق ع الصورة :)


    الرسمة الجوديدة جايه في السكة

    ردحذف
  12. جومانا حمدي7 أغسطس 2008 في 6:24 م

    ايه يا ست هانم الدوشة دي خلاااص محدش بيرسم غيرك يعني ولا ايه ناقص تقوليلي فان جوخ وبيكاسو كانو بيلعبوا معاكي في الحارة وبيشربو بيبسي اللي هي بطعم البذنجان .. :)


    منورة يا طمطوم


    احلي حاجة في قصتي هي رسمتك يا جميل


    موستنين الرسمة الجوديدة يا كوكي


    واشوفك في يوم شتوي .. حار يا ختي


    هيء


    نورتي يا روحي

    ردحذف